إن مجلس إدارة سيكم يضم سبعة أعضاء آخرين بجانب د.إبراهيم وحلمي أبوالعيش، حيث تجتمع تلك اللجنة بسيكم أربع مرات كل عام وذلك لمناقشة أوضاع القضايا التجارية والاستراتيجية. إن أعضاء مجلس الإدارة ذوي الخبرة الواسعة في المجالات المختلفة قد رشحهم مؤسسو سيكم وتم انتخابهم لثلاث سنوات. هذا وستقوم أخبار سيكم بنشر مقالات شخصية عن كل عضو من أعضاء مجلس الإدارة.
قوية ومسؤولة ودقيقة وسريعة – هذا هو الانطباع الملحوظ عن إلفريك فان جالن بعد ساعة من إجراء الحديث معها. من أين تستمد هذه سيدة الأعمال الناجحة طاقتها؟
تلعب الطبيعة دورًا كبيرًا في حياة إلفريك فان جالن، فمن ذكريات طفولتها: الاستيقاظ في السادسة صباحًا على أصوات العصافير في الطبيعة الصافية. وكانت إلفريك فان جالن متصلة بمنظمة للبيئة، ثم بدأت بعد ذلك رحلات إلى الطبيعة للمدراء. واليوم، تزرع حديقة الخضروات الخاصة بها في منتصف أمستردام: ’’الطبيعة تمنحني الطاقة، سواء تجلّت في معالم سياحية كبرى أو في جمال زهرة صغيرة بحديقتي الخلفية‘‘.
مبادِرة ناجحة وخبيرة في الاستدامة
منذ حوالي عام وسيدة الأعمال المثقفة عضوة من أعضاء مجلس إدارة سيكم. فقد رشحها المساهم في سيكم، تريودوس. وقد شاركت إلفريك فان جالن بخبراتها واسعة المجال ليس فقط كخبيرة بالتجارة، بل أيضًا كخبيرة في الاستدامة والأنشطة في جوانب مختلفة. تقول: ’’عرفتُ سيكم من خلال قطاع الإنتاج العضوي وقد اعجبتني قصة تأسيسها كثيرًا وكيف تُدار اليوم‘‘، وتضيف: ’’لقد أُعجبت بالعمل الذي يقوم به أعضاء سيكم وأشعر بالفخر لكوني الآن قادرة على المساهمة في تنميتها‘‘.
’’كل شيء متصل بشيء آخر. فلم يكن من الممكن أن نعمل منعزلين عن بعضنا البعض، فنحن علينا جميعًا أن نتحمل المسؤولية‘‘.
هذه المرأة الهولندية قد صنعت نقلة ناجحة في قطاع الأعمال ومجال الاستدامة. فأثناء دراستها الحقوق في أمستردام، انضمت إلى شركة الطيران الناقلة في هولندا (KLM) حيث قضت 24 عامًا بين الوظائف المختلفة هناك. من مستودع البضائع إلى المديرة التنفيذية لشركة KLM الناقلة، إلى منصب الرئيسة التنفيذية لـ KLM – المملكة المتحدة وأخيرًا رئيسة قسم الاستدامة والتواصل. وقد اكتسبت فان جالن مجال واسع من الخبرات المهنية والاجتماعية أثناء عملها في الخطوط الجوية الهولندية رويال (Royal Dutch Airlines)، تقول: ’’أهم شيء تعلمته هو أن كل شيء متصل بشيء آخر. أيًا كان العمل الذي نقوم به، سيكون له تأثير على شيء آخر في العالم. فلم يكن من الممكن نعمل منعزلين عن بعضنا البعض، هذا يعني أنه علينا جميعًا تحمل المسؤولية شئنا أم أبينا‘‘.
هذا إلى جانب ما تعيه هذه السيدة الطموحة تجاه حقيقة أنه علينا أن نأخذ في اعتبارنا دائمًا أن الناس ينظرون إلى بعضهم البعض من خلال أدوارهم المختلفة. فأثناء عملها في مستودع البضائع لـ KLM، قابلت أشخاص ذوي خلفية تعليمية ضعيفة، يتولون مهام عظام في أوقات فراغهم أو حياتهم الخاصة، فمثلًا كان هناك رئيس نادٍ لكرة القدم أو من يقدم الاهتمام والرعاية لعائلة كبيرة. وكان هذا ما ساهم في إدراكها للمسؤولية الاجتماعية وساعدها في الوظائف التي تولّتها: تكون دائمًا على وعي بالأمر ككل.
في الواقع، كانت إلفريك فان جالن هي مَن أدخل قسم التنمية المستدامة في KLM، تقول: ’’بعد الكثير من السفر ورؤية الفقر في هذا العالم، نشأ لدي إيمان قوي بأن الشركات بإمكانها تحقيق الأرباح والمكاسب وفي الوقت نفسه، يمكنها أن تساهم في بناء عالم أفضل‘‘. ولهذا رسخت فكرة الاستدامة في كل عمليات الأعمال التجارية. وقد نالت نتائج جهودها اعترافًا دوليًا: تم إدراج KLM في قائمة مؤشر داو جونز للاستدامة، أهم المؤشرات التي تدرج الشركات ذات النهج القائم على الاستدامة، لتكون أكثر شركات الطيران العاملة استدامة في العالم منذ عدة سنوات.
إيجاد الشخص المناسب لسيكم في المستقبل
إنجازات عظيمة ومعرفة كبيرة جعلتها مرشحة مثالية لمجلس إدارة سيكم. وعلى الرغم من ذلك، تقول المبادِرة الناجحة والمسؤولة بإدراك عميق: ’’إن سيكم واحدة من المبادرات الأولى التي نشرت تقرير للاستدامة والذي يعتبر أمر مفروغ منه لدى قطاع كبير من المؤسسات‘‘. فكونها تعتمد على التفكير النقدي وطرح الأسئلة وعلى الشغف أولًا وأخيرًا، دفعها لدعم سيكم الآن لتظل في المقدمة كمثل يحتذى به فيما يخص الاستدامة. تقول: ’’الزمن يتغير، والقطاع العضوي يتوسع وعلينا أن نوجد لسيكم المكان السليم في هذه البيئة المتحولة وذلك من خلال التشبث بالإماكانات المستقبلية التي لدى سيكم بالفعل‘‘، وتضيف: ’’نحن بالأحرى في حاجة إلى أمثلة عملية وملهمة مثل سيكم وليس مجرد نظريات‘‘.
منذ ست سنوات، أدركت ألفريك فان جالن أنها قد قضت بالفعل نصف حياتها مع KLM وأن ’’العالم أكبر كثيرًا من خطوط الطيران‘‘. كان لديها فضول تجاه ما تبقى من حياتها، والآن وجدت شغفها في تعزيز الاستدامة، فقد أنشأت مع اثنين من زملائها شركتها الجديدة: ’’TheRockGroup‘‘ وهي شركة تدعم المؤسسات التي تنتهج الاستدامة وبالتالي تسرّع من التحول نحو مجتمع أفضل وعادل ومستدام ذي اقتصاد عادل‘‘.
وصفة للنجاح: هدف ذو رؤية مع التركيز الفعّال
إن المزج بين هدف ذي رؤية ومهمة طويلة الأمد وتركيز فعال هي طريقة تحقيق النجاح – هذا ما تعلمته إلفريك فان جالن في مشوارها العملي والذي تحاول أن تنقله الآن في مختلف الوظائف الإدارية غير التنفيذية وكذلك تسعى لنقله للشباب. وتقول إلفريك المحامية: ’’أرى العديد من الشباب الواعدين يتمتعون بمهارات فائقة في تنظيم المشاريع والمبادرات‘‘، فهي تساعد الطلاب في عدة أمور كوضع خطط العمل، وتقول أيضًا: ’’في الماضي كانت الاستدامة تتناول عدم إلحاق الضرر بالبيئة فقط. اليوم، هي دمجٌ أكبر بكثير بين تحقيق الأرباح، وفي الوقت نفسه الآثار المستدامة على البيئة والثقافة والمجتمع‘‘.
’’النساء هن العامل الرئيسي لانتشال البلاد من الفقر‘‘
كأول امرأة في مجلس إدارة سيكم (انضمت مؤخرًا زميلة لها)، تدرك أنها لا تقرأ أوراق الإدارة في سيكم فحسب، بل هي قادرة على ’’رؤية وتحسس واستشعار‘‘ كل ما بها. وعليه، فقد اختبرت بنفسها على سبيل المثال عدة أنشطة في سياق تمكين المرأة في شركة ناتشرتكس، إحدى شركات سيكم. تقول إلفريك فان جالن متذكرة: ’’لم أواجه عقبات في حياتي لكوني امرأة، ولكن لسوء حظي كنت دائمًا الفتاة الوحيدة في الفريق والذي كان حقًا تحدي. النساء والرجال مختلفون والأمر يحتاج إلى بذل الجهد من الطرفين لتحقيق الإدراك السليم للأمور‘‘.
ولا يوجد داعي أن نقول أنها تدرك احتياجات سوق العمل للنساء، ليس فقط بسبب الدراسات التي أثبتت أن فريق العمل المكوّن من النساء والرجال يكون أكثر فاعلية عن غيره، حيث أقرّت خبيرة الاستدامة: ’’فالنساء العاملات هن أيضًا العامل الرئيسي لانتشال البلاد من الفقر. وإذا أنجبن عددًا أقل من الأطفال، سيتلقى هؤلاء الأطفال تعليم ورعاية صحية أفضل‘‘.
قوة الطبيعة
يبدو أن إلفريك فان جالن تعلم بدقة ما تتحدث عنه، فتلك الرائعة لديها موهبة نادرة وهي انتقاء الجمل الصحيحة الواضحة في سياق كلامها بدون أي مراوغة. ربما تكون وصفتها للنجاح على صلة بحقيقة أنها لا تصنع فرقًا بين حياتها العملية والشخصية: ’’لدي حياة واحدة فقط وعملي يمنحني الطاقة نفسها التي قد يحصل عليها الآخرون في أوقات راحتهم. فالهدف بالنسبة لي هو أن نأخذ في اعتبارنا دائمًا البيئة التي نعيش فيها. الطبيعة يمكنها أن تعلمنا الكثير‘‘.
بدأت إلفريك فان جالن رحلات لرجال الأعمال إلى جنوب إفريقيا حيث الحياة البرية. تقول: ’’أسبوع واحد في الطبيعة الساحرة، بدون وسائل الاتصال التكنولوجية، يساعدنا على إدراك الحقيقة، وهي أننا جزء من الطبيعة التي نعتمد عليها حقًا ولسنا على القمة‘‘.
كريستين أرلت