Walaa Mohamed

أناسٌ في سيكم: ولاء محمد

على الرغم من أنها تبدو وكأنها في أوائل العشرينيات من عمرها، ألا إنها تُخفي وراء ابتسامتها الجميلة جدية وثقة مثيرة للإعجاب. إنها ولاء محمد العاملة الشابة بناتشرتكس –  إحدى شركات سيكم للمنسوجات العضوية – ليست مرتبطة بعملها فحسب، بل أيضًا بأنشطة مجتمعية لتمكين المرأة.

بدأت الفتاة ذات السابعة والعشرين عامًا، عملها بسيكم في عام 2006، حيث تعمل كمتخصصة جودة تراقب عملية تجهيز المنسوجات كاملةً. ’’بدءًا من قطعة القماش، مرورًا بقصها وحياكتها وتضافر الغرز – يجب أن أراقب كل هذه المراحل حتى يصبح الثوب منتجًا من منتجات ناتشرتكس المميزة‘‘، هكذا أشارت ولاء إلى حجم ما تتحمله من مسؤولية في عملها.

بعد أن درست عاملة سيكم الطموحة التجارة، سمعت أحد أفراد أسرتها يتحدث عن سيكم بحماس. تقول ولاء متذكرة: ’’في تلك اللحظة تمنيت أن أعمل بسيكم، وأنا محظوظة حقًا لأن أمنيتي صارت حقيقة‘‘. بدأت ولاء كمتدربة في ناتشرتكس – الشركة الخاصة بسيكم –  لمدة شهرين حين تعرّفت على كيفية العمل على كل الآلات بأقسام المصنع المختلفة.

وبجانب عملها، فقد ارتبطت تلك الفتاة بالانخراط في عدة أنشطة أخرى توفرها سيكم لعامليها. ولهذا أينما تم الإعلان عن تدريب أو نشاط ما، تكون ولاء حريصة على حضوره. تقول:’’أحب أن أنمّي مهاراتي وقدراتي، وعلى الرغم من وجودي بناتشرتكس منذ عدة سنوات، ألا إنّي أستطيع تعلم كل يوم شيء جديد‘‘. على سبيل المثال شاركت ولاء مؤخرًا في دورة تدريبية عن التواصل والتي كانت غنية جدًا بحسب قولها: ’’تعلمت ان أظل هادئة أثناء تعاملي مع زملائي في أوقات العمل العصيبة‘‘.

ارتبطت عاملة سيكم الخبيرة الشابة بشكل خاص بموضوع المساواة بين الجنسين. فقد رفضت ولاء أن يتم تمييزها كفتاة لكي تظل بمنزل أسرتها بدون عمل، فكانت قبل زواجها تعيش مع أسرتها في الزقازيق وكان يستغرق الطريق من هناك ساعة إلى مزرعة سيكم. تحكي ولاء متحدثة عن تلك الفترة: ’’كانت أسرتي قلقة بشأن ذلك الطريق الطويل والمرهق- خاصةً في فصل الصيف – والذي كان عليّ أن أسلكه يوميًا إلى العمل‘‘. وتقول بابتسامة: ’’وبالرغم من أن أسرتي مدعّمة جدًا لي، ولكن كان لديها الكثير من القلق بشأن قدرتي على إدارة الأمور بعد زواجي وكوني امرأة عاملة في الوقت ذاته‘‘. ولكن ولاء نجحت بجدارة في تنفيذ خطتها بشكل استثنائي ومستقل؛ تعمل بسيكم الآن إلى ما يقرب من عشر سنوات.

تؤمن ولاء محمد بحقوقها كإمرأة، تلك الحقوق التي تدعمها سيكم من خلال استراتيجيتها للمساواة بين الجنسين. فكلما استطاعت ولاء كانت مدعمة للمنظمة بمختلف الأنشطة التي توفرها ناتشرتكس للعاملين بها فيما يخص تمكين المرأة. وتقول: ’’لستُ قلقة بشأن فقدان وظيفتي إذا أنجبت طفلًا لأن سيكم تساعد الأمهات الشابات بمختلف المرافق والخدمات‘‘. وتضيف قائلة: ’’أستطيع أن أرى إيمان سيكم بتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا من أجل خلق مجتمع آمن أتمنى في المستقبل أن أنجب فيه أبنائي‘‘.

مثلما وجدت طموحاتها كعاملة ناجحة ودؤوبة في ناتشرتكس، قابلت ولاء زوجها – كما تمنت أن يكون – في سيكم. فمنذ عام واحد تزوجت من محمد حسين الذي يعمل أيضًا في مصنع ناتشرتكس. ’’إن محمد ليس كالرجال المصريين التقليديين، فكل يوم بعد الانتهاء من العمل نذهب إلى المنزل معًا ونجهز طعامنا وسويًا نقوم بأعمال المنزل‘‘ـ بحسب ولاء المرأة البشوشة التي قالت أيضًا وعيونها يلمؤها الحب والشغف: ’’محمد شخص يُعتمد عليه وأهلٌ للثقة. أتمنى أن أظل محظوظة هكذا إلى الأبد‘‘.

هذه العاملة بسيكم القوية والذكية يمكن رؤيتها كنموذج يُحتذى به للكثير من السيدات المصريات. وعلى الرغم من شعور ولاء بكونها محظوظة لعملها بسيكم ولكونها زوجة لرجل يدعم حقوقها ويساندها، ولكنها تسعى دائمًا إلى التنمية والتطور المستمر في عملها وفي حياتها الخاصة: ’’أتمنى أن أحقق أهدافي وأنا مع زوجي يدًا بيد نمضي رحلتنا معًا في الحياة‘‘.

نهى حسين

 

 

فريق من العاملات بناتشرتكس يزور جامعة هليوبوليس

أناسٌ في سيكم: بشرى علوان