قال نيلسون مانديلا: ’’التعليم هو السلاح الأقوى يمكنك استخدامه لتغيير العالم‘‘. يلعب التعليم دورًا رئيسيًا في خلق الفرص المتاحة لجميع الناس في كل أعمارهم. وتتسم تنمية الدولة بنتائج التعليم الناتجة من شبابها. ولمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ومن أجل تحقيق التنمية البشرية، من المهم أن نسمح لكل طفل وشخص أن يتلقى تعليمًا ذا قيمة وجودة. وفي حالة مصر، تواجه الدولة مختلف التحديات للقيام بذلك.
’’التعليم هو السلاح الأقوى يمكنك استخدامه لتغيير العالم‘‘ – نيلسون مانديلا
قد يبدو النظام التعليمي المصري كافيًا من حيث إمكانيات مجانية التعليم والأعداد الملتحقة به. ولكن على النحو العملي، فالتعليم في حاجة إلى إعادة هيكلة وتشكيل. وقد ظهر التقدم في التعليم في أعداد الطلبة في المدارس ومستوى التعليم ومنع التسرب منه. وعلى الرغم من ذلك، تحتاج جودة المدارس إلى العمل على تحسينها. إن معدلات الالتحاق بالمدارس والجامعات الخاصة والعدد المرتفع من الطلاب الذين يلجأون إلى الدروس الخصوصية تشير إلى سوء جودة المدارس الحكومية. ووفقًا لمسح النشء والشباب في مصر لعام 2014، يمثل عدد التلاميذ بالمرحلة الابتدائية أكثر من 40 بالمئة و60 بالمئة لطلاب المرحلة الإعدادية، وجميعهم تحت سن الـ18 عامًا و يتلقون الدروس الخصوصية .
التعليم من أجل التنمية المستدامة
جودة التعليم – هذا هو ما ينص عليه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: ’’ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع‘‘. في حضانة سيكم ومرحلة رياض الأطفال ومدرسة سيكم ومركز سيكم للتدريب المهني، تعزز مبادرة سيكم الجمع بين أساليب التعليم التقليدية مع سبل التعليم المبتكرة. مع منهجها التعليمي الشامل، تتبع المبادرة تعريف منظمة اليونيسكو للتعليم من أجل التنمية المستدامة؛ كذلك يطلق على مدرسة سيكم أيضًا مدرسة اليونسكو.
التعليم من أجل التنمية المستدامة هو عبارة عن تمكيننا من تناول تحديات الحاضر والمستقبل العالمية وخلق مجتمعات أكثر صمودًا واستدامة بشكل بنّاء ومبتكر . تقول إيفون فلوريد، التي تعمل بالتدريب التعليمي والعملي بسيكم: ’’إن رؤية مدرستنا لا تتناول التعليم فحسب، بل تلمس الجزء الروحي والجسدي لكل فرد‘‘.
إن أغلب التعليم المدرسي في مصر مرتكز حول المدرس فقط، ويعتمد على التكرار ويركز كثيرًا على التركز البسيط للمعلومات. كذلك هناك عدم تكافؤ في الفرص التعليمية ونتائجها: وهذا يرجع إلى خلفية اجتماعية واقتصادية، فبشكل خاص درجة تعليم الآباء وثورتهم يؤثران بشدة على جوانب التعليم المختلفة.
المدرسة المجتمعية
ولمكافحة عدم المساواة، تقدم سيكم تعليمًا خاصًا بنظام تعليمها وهذا من أجل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك برنامج أطفال المجتمع. وبرنامج أطفال المجتمع، يسمى أيضًا بمشروع أطفال الكاموميل والذي بدأ منذ عشرين عامًا. هناك العديد من العائلات الفقيرة ليست لديها القدرة على العيش بدون الدخل الذي يجلبه ابناؤهم للأسرة وعليه، يتسرب العديد من الأطفال من المدارس بل ومنهم من لم يدخلها. وعلى سبيل المثال، أكد المسح السكاني الصحي لعام 2014 أن نسبة 7 بالمئة من الأطفال يتراوح عمرهم بين الخامسة والسابعة عشر عامًا قد تورطوا في عمالة الأطفال – ويعرف هذا بالمشاركة في الأنشطة الاقتصادية أو الأعمال المنزلية لساعات أطول من اعتبارها مناسبة أو يعملون تحت ظروف سيئة. وكانت النسبة في المناطق الريفية أكبر من نظيرتها في المدن.
ومنعًا لهذا فقد خلقت سيكم بديلًا: تأخذ سيكم الأطفال إلى مدرسة سيكم المجتمعية حيث تربطها فرصة لكسب دخل مالي وذلك عن طريق عمل ملائم متعلق بحصاد الكاموميل بشكل أساسي. هذا البرنامج موافَق عليه رسميًا من الحكومة المصرية.
تغيير نمط التعليم
في نهاية الأمر لا يهم في أي مؤسسة من مؤسسات سيكم التعليمية قد التحق بها الأطفال: ’’ كل تلاميذنا مختلفون قليلًا‘‘ بحسب جمال السيد مدير مدرسة سيكم ويضيف: ’’جمعيهم لديهم الشجاعة لخوض مسارات جديدة، حتى وإن وقعوا على وجوههم. جميعهم لديهم الثقة لخوض المخاطر‘‘.
’’ تلاميذنا مختلفون قليلًا‘‘ – جمال السيد
كذلك تسير سيكم في مسار جديد مع مركزها للعلوم البيئية SESC . في عام 2010 شاركت سيكم في تأسيس SESC الذي يمنح أنشطة خارج المنهج لتلاميذ مدرسة سيكم كما ينظم رحلات ميدانية لمدارس خارجية بعيدًا عن الطراز النمطي. يوفر SESC مساحة لتجربة نهج تعليمية جديدة وتصميم مناهج دراسية لاستكمال بناء المدراس المعتمدة رسميًا. إن رؤية SESC هي مساحة للتعلم تغذي عملية الصحوة المتأصلة مدى الحياة في البشر.
مكرّس للتنمية المستدامة
تحت مظلة سيكم اُفتتحت جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة في عام 2012، وهي أول جامعة في الشرق الأوسط تعلن التنمية المستدامة كهدفها العام. تتبنى الجامعة منهج شامل في التعليم والبحث والتدريب في كلياتها الحالية: التجارة وإدراة الأعمال، والهندسة وكذلك الصيدلة. وتوفر سيكم ظروف خاصة لعامليها في حالة رغبتهم أو رغبة أحد أقرابهم في الانضمام إلى جامعة هليوبوليس أو غيرها من مؤسسات سيكم التعليمية. حوالي 20 بالمئة من العاملين ينتفعون من هذه المنحة.
تسعى سيكم من أجل تحقيق تعليم مدى الحياة وتقدم دائمًا تدريبات من أجل تعليم الكبار. على سبيل المثال، يقدم فنانو البرنامج الأساسي بجامعة هليوبوليس تدريبات للعاملين في تلك المجالات: فن الحركة والخطابة والشعر والتمثيل وكذلك الفنون الجميلة والموسيقى. هذا بالإضافة إلى الاجتماعات الاسبوعية التي يطرح فيها مؤسس سيكم، د.إبراهيم أبوالعيش مناقشات وكذلك أسئلة تأملية. تلك التدريبات تتبنى تجارب جديدة وترفع مستوى الوعي وتنحي الروتين اليومي بعيدًا.
منذ 40 عامًا تأسست سيكم بفكرة التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر لمصر وللعالم. لم تكن التنمية المستدامة لدى سيكم موضوعًا وهميًا تدعيه، بل هو صلب أعمالها. تلزم سيكم نفسها تجاه ’’أجندة 2030 للتنمية المستدامة‘‘ وتعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17. وتقيّم سيكم منهجها الشامل من خلال زهرة الاستدامة، حيث تمثل هذه الزهرة أداة للإدارة وللتقييم وللتواصل، وتمثل مبدأ التنمية المستدامة بأبعادها الأربعة: الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة.
كريستينا بونس
الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة: الإنسان أولًا
ماذا تفعل سيكم من جهود تجاه تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة؟
سيكم تلتزم بكل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة