بحلول عام 2050، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60 في المئة من سكان العالم سيتمركزون في المدن. كذلك في مصر، يعد سكان الحضر في توسع مستمر بينما يعاني المواطن من افتقار جودة المستوى المعيشي. واليوم، يعيش 38٪ من المصريين في مدن تبلغ الكثافة السكانية 100 شخص لكل كيلومتر مربع. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد سكان الحضر إلى حوالي 50٪ من إجمالي التعداد السكاني (وفقاً لمنصة Worldometer للإحصاء). وتبلغ نسبة أكثر من 27 ٪ من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا لأحدث تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي يشير أيضًا إلى تزايد معدل البطالة خلال السنوات الماضية. إن تزايد نسبة سكان الحضر يعتبر من أهم تحديات العصر، مثله كمثل تغير المناخ، وتدهور الأراضي، والأمن الغذائي، وندرة المياه وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الوضع الاقتصادي يواجه عدم الاستقرار، مما يهدد جودة حياة الشعب المصري.
“لا يمكننا حل المشكلة على نفس مستوى العقلية الذي أنشأها، بل علينا أن نعلو إلى المستوى التالي‘‘- ألبرت أينشتاين
قال ألبرت أينشتاين ذات مرة: “لا يمكننا حل المشكلة على نفس مستوى العقلية الذي أنشأها، بل علينا أن نعلو إلى المستوى التالي‘‘. بالتأكيد، يعتبر التقدم الصناعي ضروري لتحقيق القدرة التنافسية والنمو الاقتصادي. ولكن التصنيع في حاجة مُلحّة إلى النظر بصورة أكثر شمولاً من أجل تمكين التقدم المستدام وعدم الخروج في نهاية المطاف إلى انحسار البيئة والبشرية. ومن ثم، ينبغي وضع الابتكار نصب أعيننا على أن يكون “المستوى التالي”، من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة بطرق جديدة غير تقليدية، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بإنشاء الهياكل الأساسية للمجتمع. وعلى التطبيقات المبتكرة ألا توفر أنظمة ملموسة أساسية تخدم الحاجات المجتمعية فحسب، بل يجب أن تكون قادرة على التكيف مع هذا العالم سريع التغير والتحدي.
الابتكار: المحرك الرئيسي للاقتصادات التنافسية المستدامة
يمكن النظر إلى نموذج سيكم على أنه حل مبتكر لمصر. في عام 1977، عندما أسس إبراهيم أبو العيش مبادرة سيكم، استطاع أن يرى عقبات مصر من “مستوى آخر” من خلال توقعه للتحديات المستقبلية. في ذلك الوقت، كان عدد سكان مصر يبلغ حوالي 50 مليون نسمة (اليوم هو حوالي 100 مليون نسمة). كان وقتها أول انطلاقة للتحرير الاقتصادي في مصر، مصحوبًا بالتقدم الصناعي السريع الذي أدى إلى انتشار الممارسات المتمركزة فقط حول الربح والمكسب. في الوقت نفسه، زات معدلات الهجرة الداخلية في البلاد؛ حيث غادر العديد من المزارعين وأهل الريف تاركين أراضيهم خلفهم، متوافدين إلى القاهرة والمناطق الوسطى من مصر – سعيًا وراء المزيد من الفرص من أجل مستوى معيشي أفضل.
من أجل مكافحة الهجرة المتزايدة من الريف، عززت الحكومة المصرية استراتيجية تنمية حضرية منذ أربع سنوات. جاءت تلك الاستراتيجية في إطار رؤية مصر 2030: “إدارة تنمية مكانية متوازنة للأراضي والموارد لاستيعاب السكان وتحسين جودة حياتهم”. وتتضمن هذه الاستراتيجية العديد من البرامج التي تدعم استبدال الهياكل الأساسية وتجديدها، واستصلاح الأراضي الصحراوية، وبناء مدن جديدة مع تعزيز الاستيطان السكاني فيها.
كجزء من هذه الإستراتيجية، تتبنى الحكومة المصرية حاليًا مشروعًا جديدًا هو “مدينة الدواء“، حيث يُستصلح حوالي 2200 فدان من الأراضي الصحراوية في محافظة بني سويف الواقعة على بعد 120 كم جنوب القاهرة. وخطة المشروع – المستوحاه من سيكم – تتضمن زراعة الأعشاب الطبية العضوية وإنتاج الأدوية من أصول طبيعية مع استخدام الطاقة الشمسية في تلك العمليات الصناعية.
’’علينا أن نعيد اكتشاف أنفسنا كل يوم من جديد‘‘ – حلمي أبو العيش
يضع الهدف التاسع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الهياكل الأساسية والتصنيع والابتكار موضع التركيز. ونحو هذه الجوانب الثلاثة، تلتزم سيكم من خلال نهجها الشامل الذي يعزز مشاريع البحث والابتكار الاجتماعي. يقول حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لشركة سيكم: “لإيجاد التوازن بين الأبعاد التي تتطلبها التنمية الشاملة والمستدامة، يعد الابتكار والبحث والتفكير النقدي أمور في غاية الأهمية – لذلك علينا أن نعيد اكتشاف أنفسنا كل يوم من جديد”. ومن ثم، فإن البحث والابتكار المجتمعي ودعم التنمية المجتمعية في المناطق الصحراوية تمثل أهدافًا مهمة في رؤية سيكم لعام 2057 والتي نُشرت حديثًا.
منذ 40 عامًا تأسست سيكم بفكرة التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر لمصر وللعالم. لم تكن التنمية المستدامة لدى سيكم موضوعًا وهميًا تدعيه، بل هو صلب أعمالها. تلزم سيكم نفسها تجاه ’’أجندة 2030 للتنمية المستدامة‘‘ وتعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17. وتقيّم سيكم منهجها الشامل من خلال زهرة الاستدامة، حيث تمثل هذه الزهرة أداة للإدارة وللتقييم وللتواصل، وتمثل مبدأ التنمية المستدامة بأبعادها الأربعة: الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة.
مبادرة سيكم تلهم الحكومة المصرية بـ “مدينة الدواء”
رؤية سيكم 2057