’’إن نهج سيكم الشامل نحو التنمية المستدامة ورفع الوعي يستحق التأمل‘‘، قالها حماده شوشه مُعلِّم التمثيل بجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، ’’لا يمكن للبشر أن تقتصر حياتهم على العمل والأكل والشرب بدون دمج الفن بكل أنواعه في حياتهم. إن هذا الدمج يخلق مجتمع مزدهر ومتطور مثل ما أراه في سيكم‘‘.
إن حماده شوشه ذو الروح الشابة المشرقة والذي بلغ العَقد الخامس من عمره جذب انتباه د.إبراهيم أبوالعيش أثناء عرض المسرحية الألمانية الكلاسيكية ’’فاوست‘‘ والتي قدمها معهد جوته بمصر في عام 2007، وقد برع فيها شوشه في دور مفستوفيليس الشيطان. في ذلك الحين كان قد سمع عن جامعة هليوبوليس التي كانت مجرد فكرة، يقول: ’’دارت مناقشة ثرية بيني وبين د.إبراهيم فكان يفكر وقتها في إنشاء جامعة وإن كان من الممكن لي العمل بها‘‘. كان شوشه في البداية مرتابًا تجاه مهنة التدريس الأكاديمي وقد رفَضَ العديد من العروض المُقدَّمة له من معاهد تعليمية معروفة، وذلك بسبب عدم اقتناعه بالشكل التقليدي قديم الطراز المُنتهج في التعليم هناك، ولكن النهج الشامل في التعليم الذي تعزِّزه جامعة هليوبوليس هو ما جعله يعزف عن ارتيابه. من هنا وبعد خمس سنوات فتحت جامعة هليوبوليس أبوابها وبدأ حماده شوشه عمله فيها كمُعلِّم بقسم التمثيل في إطار البرنامج التأسيسي بالجامعة والذي يُعَد إجباري لكل الطلَبة حتى يختبروا مختلف أنواع الفنون والأنشطة الثقافية.
هذا الفنان المتمرد تتمتع حياته غير العادية بالإثارة ورفض الركود. فمنذ أن كان بعمر السابعة عشرعامًا تمنى أن يترك حياته المرفهة مع عمته الثرية في دمياط لكي يستقل بذاته، ولهذا انطلق شوشه إلى القاهرة ودرس بكلية الآداب قسم فلسفة وكذلك بمعهد الفنون المسرحية. ذلك الترابط الثقافي كان له تأثير قوي في شخصيته ويقول معللًا له: ’’إن الفلسفة أنارت عقلي بشكلٍ بالغ. في الواقع، كل مدارس الفن بدأت بفكرة فلسفية، على سبيل الذكر لا الحصر الفن السريالي والمسرح العبثي والتعبيري. أعتقد أن الفنانين عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة‘‘.
حصل حماده شوشه على لقب ’’فنان قدير‘‘ من مسرح الدولة وهو في عمر الخامسة والأربعين عامًا، ويعد هذا أمر غير عادي لأن هذا اللقب عادة ما يُمنح للفنانين وهم في سن الستين عامًا. على الرغم من هذا فإنه كفنان طموح يؤمن بأن التعلُّم والبحث المستمر هو الطريق الوحيد لبناء الشخصية المثقفة. ’’كنت دائمًا مهتمًا بحضور ورشات العمل المختلفة لأتعلم وأتدرب. الآن أنا سعيد بكوني مُدرّب ومعلِّم حيث أمرر خبرتي لطلّابي‘‘ قالها شوشه راويًا وأضاف: ’’أشعر دائمًا بالامتنان تجاه أساتذتي، فكانوا يعاملونني كأخوهم الصغير‘‘. و اللافت للنظر أن شوشه بالفعل يتعامل مع طلابه وزملائه العاملين بسيكم بنفس الطريقة – بكل ودٍ وأُلفة.
’’المسرح أبو الفنون‘‘، تلك المقولة المشهورة التي استشهد بها حماده شوشه ليكشف عن شغفه وولعه بفن المسرح وعن كيف كرّس حياته له فيقول موضحًا: ’’أجد في المسرح كل شيء يتعلق بالفن كالسَرد والإلقاء والغناء والرقص‘‘. في عام 1990 أسس شوشه ’’فرقة شوشه المسرحية المستقلة‘‘، والتي مازالت تقدم عروضًا مسرحية بشكل مستقل وبدون دعم الحكومة. شاركت ’’فرقة شوشه‘‘ في العديد من المهرجانات العالمية وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية.
بمناسبة عيد سيكم الثامن والثلاثين، قدّم شوشه مسرحية ساخرة قصيرة ذات طابع كوميدي خاص وشاركه فيها زميله وصديقه تامر الجزار. لقد انضم الصديقان معًا لجامعة هليوبوليس، هذا إلى جانب ما يجمعهما من أعمال مسرحية أخرى في أرجاء مصر. وقد أقرّ المُعلِّم بجامعة هليوبوليس: ’’أميل أكثر إلى التراجيديا، بينما تامر يهتم بالكوميديا بشكلٍ خاص، تلك الميول المختلفة مثالية لعملنا مع الطلبة لكي توسِّع مداركهم وتجعلهم يشكِّلون انطباعات مختلفة عن تنوع المسرح‘‘.
من الملحوظ أن حماده شوشه فنان مفعم بالحيوية وعندما يتحدث عن حياته يقول: ’’لديّ حيوات مختلفة فأنا أحتاج لهذا دائمًا‘‘. علاوة على عمله بجامعة هليوبوليس، فإن هذا الفنان النشيط يشارك في عروض مسرحية أخرى والتي يحضر تدريباتها في المساء. ’’أعشق عملي ولكنّي أحتاج إلى إجازة طويلة أسافر فيها عبر العالم وأستمتع بمشاهدة كل أنواع الفن الرائعة المتنوعة‘‘، هذا هو حماده شوشه الذي يؤمن بقوة الفنون وتأثيرها القوي على المجتمعات ودورها في تواصل الثقافات. ومن الجدير بالذكر أنه وجد ذلك الترابط الثقافي بسيكم وذلك أكثر ما أثار إعجابه بها: ’’أتمنى أن يقدِّر المجتمع المصري الفنون بكل أنواعها كما يقدِّرها مجتمع سيكم. أجزم بأن هذا سيكون له وقعٌ إيجابي عظيم على المجتمع‘‘.
نهى حسين
تعرَّف على علا حسين الممرضة بمركز سيكم الطبي
التقِ بنورا ناصر، المُدرِّسة بمدرسة سيكم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة: البرنامج التأسيسي – قسم الفنون