أناسٌ في سيكم: إبراهيم سعد

’’أُومن بالقدر، ولكني لا أبقى واقفًا في مكاني منتظرًا حدوث الأشياء‘‘، قالها إبراهيم سعد مدير التخطيط لشركة سيكم، ’’عندما كنت في المدرسة بالمرحلة الثانوية، سمعت عن مبادرة صاعدة تسمى سيكم. لقد مشيت نحو أربعة كيلومترات على طريقٍ صحراوي وتسلقت جبلًا لكي أذهب إلى هناك وألقي نظرة. وهذا ما حدث، وقعت في حب سيكم‘‘.

بدأ العامل بسيكم ذو الاثنين والخمسين عامًا عمله في سيكم مباشرةً بعد تخرجه من كلية الزراعة بجامعة الأزهر. يقول إبراهيم سعد راويًا: ’’عندما ذهبت لمزرعة سيكم أول مرة رأيت بقرتين أو ثلاث بقرات وسيدتين فقط تعملان بالمزرعة، وقد كانت أنجيلا هوفمان إحداهما‘‘. أنجيلا هوفمان هي خبيرة ألمانية في أساليب الزراعة الحيوية وتعمل بسيكم منذ ثلاثين عامًا. في ذلك الوقت دارت محادثة لا تُنسى بين أنجيلا وإبراهيم مما أثار إعجاب الأخير، حتى أنّه قرر أن يبدأ عمله بسيكم في عام 1988.

إن إبراهيم سعد يعرف سيكم ككف يده، لقد بدأ العمل هناك بإدارة رصف الطرق ثم أصبح المسؤول عن تشجير المساحات المحيطة بها وبعد ذلك عمل كمنسق لنظم الري. في عام 1991 أصبح إبراهيم مسؤولًا عن التنظيم الزراعي بمزرعة سيكم، وفي عام 2005 حوّل نشاطه وأصبح مدير الإنتاج بشركة ليبرا، إحدى شركات سيكم. ’’أشعر بالفخر لمشاركتي في مشروع إنتاج الكمبوست منذ بداياته حتى أصبح علامة تجارية في عام 2007‘‘، هذا ما قاله إبراهيم سعد الذي تسلّم منصبه الحالي في عام 2009 ويقول أيضًا: ’’في سيكم، كانت لدي الفرصة أن أعمل بعدة وظائف مما أكسبني خبرات واسعة المجال‘‘.

وفقًا للاحتياجات والخطط الإنتاجية لشركات سيكم، إيزيس أورجانيك ولوتس وناتشرتكس، يخطط إبراهيم سعد وينظّم زراعة المحاصيل المختلفة في مزارع سيكم وكذلك مع المزارعين المتعاقدين مع سيكم بجميع أنحاء مصر. ’’إن عملي يتمحور بشكل أساسي حول التخطيط، وهو يحتاج إلى أخذ عدة جوانب في الاعتبار. ولهذا أقضي دائمًا حياتي اليومية في حالة تأهب‘‘، بحسب المهندس الطموح الذي أضاف قائلًا: ’’في الواقع، عندما بدأت عملي فقد ساعدتني أنجيلا هوفمان بشكل كبير في تعلم كيفية وضع الخطط والاستراتيجيات بطريقة صحيحة وكيفية التعامل مع المتغيرات والمستجدات اليومية التي دائمًا تكون غير متوقَعة‘‘.

منذ أكثر من 29 عامًا ومازال إبراهيم سعد يعمل في سيكم، وذلك يعني أنه استطاع أن يكون شاهدًا على كل التقدم الذي جرى بسيكم خلال هذا الوقت – منذ أن كانت مشروعًا صغيرًا وليدًا حتى صارت الآن مبادرة ناجحة معروفة بجميع أنحاء العالم. ومن ناحية أخرى، فقد كانت سيكم مصاحبة لإبراهيم في مشوار حياته، إذ يقول الأب لشابين وفتاة بحماسٍ ملحوظ: ’’إن ابني الصغير قضى كل مراحل تعليمه في مدارس سيكم، منذ الحضانة وحتى المرحلة الثانوية‘‘. هذا بالإضافة إلى أن ابنه الأكبر بدأ عمله كمحاسب في شركة إيزيس أورجانيك الخاصة بسيكم وكما يقول إبراهيم: ’’إن ابنتي أيضًا تنوي العمل في سيكم بعد إنهاء دراستها‘‘. بالرغم من كون هذا المدير الزارعي مخططًا بارعًا وموهوبًا، إلّا أنه لا يتدخل في قرارات أبنائه الحياتية، حيث يقول: ’’كنت أتمنى أن يدرس أبنائي الزراعة وأن يعملوا بها، حتى أستطيع أن أساعدهم من خلال خبرتي. ولكنّي لم أُحبَط عندما قرروا أن يتعلموا التجارة والمحاسبة. بالنسبة لي أن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن أراهم سعداء وهم يحبون ما يعملون‘‘.

إن العامل بسيكم المحبوب يبدو وأنه حقًا واقعًا في حب سيكم. ليس فقط مشواره العملي الطويل دليلًا على حبه، بل أيضًا كلماته دليل على شغفه وإخلاصه. يقول إبراهيم سعد: ’’إن سيكم كالصديق المقرّب لي الذي ساندني في مشوار حياتي. لقد تزوجت وأنجبت أطفالي ومؤخرًا أصبحت جدًا، كل هذا حدث وسيكم بجانبي. أنا حقًا ممتن وفخور بكوني أنا وعائلتي جزءًا منها‘‘.

نهى حسين

 

تعرّف على هانم، المديرة لأحد أقسام مركز سيكم للتدريب المهني

تعرّف على حماده، الفنان الشغوف الذي يعمل بجامعة هليوبوليس