عن عناصر النظام الايكولوجي للابتكار الذي يتناول أهداف التطوير الاستراتيجي في سيكم
كان مؤسس سيكم إبراهيم أبو العيش قائدًا قويًا لرؤية التنمية المستدامة، فهو لم يجمع فقط بين ثقافة الغرب والشرق في روحه بل جسّد أيضًا العاطفة والإلهام المستنير والسعي العقلاني للمعرفة والحس العملي البراجماتي الذي خلق سيكم، معجزة الصحراء. وبمساعدة عائلته والعديد من رواد سيكم الآخرين، أسس أبو العيش مبادرة سيكم في وسط بيئة معادية رملية وجافة. وقوة رؤيته المتأصلة في الثقافة المصرية القديمة والمرتكزة على مبادئ الإسلام، كان قد استلهمها من فلسفلة أوروبية هادفًا إلى خلق ثروة مشتركة تجمع بين الحياة البيئية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة. هذه رحلة مستمرة لا تنتهي أبداً ولا تزال بعيدة عن الوصول إلى الرؤية بأكملها. قال إبراهيم أبو العيش بنفسه أن الأمر سيستغرق أكثر من 200 عام للوصول إلى رؤيتنا، أي إلى مجتمع “يمكن لكل إنسان فيه أن يكشف عن إمكاناته الفردية؛ وتعيش فيه البشرية معًا في كيانات اجتماعية تعكس كرامة الإنسان؛ وتُجرى فيه جميع الأنشطة الاقتصادية وفقًا للمبادئ البيئية والأخلاقية‘‘.
ترسم هذه الرؤية المستقبل الذي بدا أمامنا واضحًا وليس مستقبلاً يُنتظر أن يتم تنفيذه. في كتابه “المستقبل” يصف الفيلسوف ستيفان بروتك من جامعة باسل الألمانية، قيمتين للمستقبل ويطلق عليهما “Futurum” و “Adventus”. وفي إشارة إلى رودولف شتاينر، مؤسس علم طبائع البشر كتب: “في كل فترة، تكون حياتك عبارة عن تيارين، واحد ينتقل من المستقبل إلى الحاضر والآخر من الحاضر إلى المستقبل”.
يشير المصطلح “Futurum” إلى التحرك للأمام، بدءًا من ما أراه. ويمكن فهمه على أنه مساحة فارغة نعرض فيها خططنا. وكما هو عكس ذلك، يمثل المطلح “adventus” حركة تدفق وتلقّي تقترب منّا – أي ساحة أحداث مليئة بالتنبؤ وتجاوز التوقعات. جانب واحد من كلاهما لا يكفي بالتأكيد لتحقيق تنمية صحية وسليمة. لقد عرف إبراهيم أبو العيش كيفية دمج تلك الصفات من خلال دراسات متفحصة وتحديد الأهداف والقيام بإجراءات فعلية بالإضافة إلى تحقيق ما لا يمكن توقعه وترك مسافات فارغة للعمل على خلق شيء مشترك غير معروف بعد. هذه هي الروح التي يحتاج إليها مستقبل سيكم لينشأ وينمو. ومن ثم، نحاول في سيكم أن نقدر دائمًا كلتا الصفتين للمستقبل – “Futurum” و “Adevntus”.
إنشاء نظم إيكولوجية مبتكرة في سيكم لتحقيق الرؤية 2057
بهذه الخلفية والتطلع إلى الأربعين سنة القادمة، أطلقنا رؤية سيكم ورسالتها وأهدافها لعام 2057. قد تجد رؤيتنا لمصر 2057 “مجنونة” وليست منطقية من منظور اليوم. ومع ذلك، فإننا نضع نصب أعيننا قيمة المستقبل القادم “Adevntus”ومن تقاليدنا تنبع مشاركتنا في المهمات المستحيلة! ومع ذلك، فإننا نقدر أيضًا قيمة “المستقبل القريب” (futurum)، وبالتالي أطلقنا 18 هدفًا في رسالة أكثر ملاءمة لسيكم وذات أهداف ملموسة للأعوام العشرة القادمة. لكن كيف نحقق رؤية هذه الرسالة؟
تدور قصة سيكم حول نمذجة ابتكار اجتماعي يمكن أن يساعد في معالجة مشاكل المجتمع بفعالية؛ فالمنتجات والخدمات التي تقدمها سيكم لن تهدف قط إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح ولكن إلى خلق القيمة اللازمة لتنمية الوعي لدى الناس كأساس لتجديد المجتمع وتطويره. وكمجتمع مستدام، نحتاج إلى معرفة المزيد والمزيد عن كيفية المشاركة بشكل هادف في ديناميكيات الابتكار الاجتماعي، وهي العملية التي نظمها إبراهيم أبو العيش بنفسه. والآن، يتوقع نجله، الرئيس التنفيذي لشركة سيكم حلمي أبو العيش، القائم على هذا المنصب في الوقت الحالي، أن يتم تولي القيادة من قِبل أفراد المجتمع المختلفين. ليس فقط عن طريق شخص واحد بل الكثير منا – يجب أن نصبح أبطالًا لنظام أيكولوجي ابتكاري من أجل الوصول إلى رؤيتنا وأهدافنا. ماذا نعني بذلك؟
بالنسبة إلى بيئة الابتكار، هناك حاجة إلى أدوار مختلفة تقود عملية الابتكار الاجتماعي وتعالج القضايا الساخنة، فضلاً عن تحقيق الأهداف الاستراتيجية لسيكم لعام 2027. ويمكن لأشخاص مختلفين أن يقوموا بأدوار مختلفة في حين يمكن لشخص واحد أن يقوم بأدوار عدة.
تفعيل المجتمع من خلال المتعهدين (التأسيس)
أولا، هناك “المتعهد”. ويتمثل دوره الوظيفي في الترابط مع الهوية المحلية، فقد يتغير الشكل الخارجي لأي كائن حي، ولكن تبقى هويته دون تغيير. مثال على ذلك هو تحول اليرقة إلى فراشة. هذا التحول يتضمن إيقاع دقيق للغاية بين الحياة والموت والخلق والدمار.
إن شكل الكائن الاجتماعي يتغير باستمرار ويتحول. قبل عقد واحد فقط، كان من الأمور غير المصدقة أن تدير سيكم جامعة. ومع ذلك كان ذاك الكيان الجامعي الناشىء للتعليم وتبادل المعرفة وإجراء البحث العلمي دائمًا ما يحتل مكانة خاصة في رؤية سيكم. وجاءت الحالة الأولى لتأسيس الجامعة وهي أكاديمية هليوبوليس لإجراء الأبحاث حول ما يواجه سيكم من تحديات ومشكلات، خاصة في مجال الزراعة والمنتجات الصيدلانية النباتية. اليوم، تضم جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة أكثر من 1700 طالب في خمس كليات مختلفة.
من الذي قاد عملية التحول تلك في سيكم؟ هل كانت الأحداث التي وقعت في مصر والعالم والتي فتحت نافذة من الفرص للحلم الذي طال أمده في الجامعة لتصبح حقيقة واقعة في النهاية؟ حدث هذا بالتأكيد نتيجة لشعور وإبداع إبراهيم أبو العيش الذي كان يعرف في اللحظة المناسبة ما يجب القيام به ولم تعرقله أي حواجز. لا يمكن تصور مثل هذا الدور إلا من قِبل شخص تربطه جذور عميقة بالهوية المصرية كما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدوافع التي تنبض بالحياة.
ودور “المتعهد” بالنسبة لسيكم ككل جسّده إبراهيم أبو العيش نفسه، وبشكل أكثر وضوحًا قدمه حلمي أبو العيش، الذي يتولى الآن دور زعيم المجتمع الحقيقي. قد يتغير دور “المتعهد” حسب كل هدف استراتيجي. ونحن بحاجة إلى تحديد “المتعهدين” الذين يمكنهم أن يروا المستقبل “القادم” (adventus) إلى رؤيتنا 2057 من أجل تمهيد الطريق لمؤثرات المستقبل. ويتطلب هذا بالطبع معرفة عميقة واحترام، وكاريزما قادرة على توجيه الآخرين وتفعيل المجتمع. والمتعهد هو من يجلب عملية التحول تلك إلى الحياة ويمكنه تعيين الموارد الضرورية وإدماجها لتحقيق هذا، لذا يكون مكانه/مكانها في بداية عملية الابتكار الاجتماعي.
إيقاظ الوعي المتكامل من خلال المحفزات (الإنشاء)
هناك دور آخر يقوم به الأشخاص المسؤولين عن تعزيز هذا النظم الأيكولوجي مستلهمين بأفكار جديدة، وغالبًا ما تأتي من خارج البيئة المباشرة: “المحفزات”. في بعض الأحيان يمكن أن تكون “المحفزات” مثل الكتب الملهمة أو الفنانين أو أصدقاء المجتمع. وتعد دائرة سيكم الصباحية، والتي تعقد يومياً، طريقة فعالة جداً لتبادل المعارف الجديدة مع الوقت وإيقاظ الوعي المتكامل لأفراد المجتمع.
ووفقا للدكتور روني ليسيم، مؤسس Trans4m، يرتبط النظام البيئي المرن بالتنوع المتأصل. وبنفس الطريقة، من المهم في المجال الاجتماعي تجنب “الزراعة الأحادية” للرؤى والعقليات الفردية للعالم الواحد، بل علينا الاحتفال بتنوع الأفكار والآراء وتعزيز هذا التنوع والاختلاف.
ومن خلال شبكة سيكم القوية المحلية والدولية وجدت العديد من المحفزات طريقها إلى مجتمعنا في الصحراء وخلقت الإلهام والإثراء المتبادل. وهنا ينبغي التأكيد على التعاون التحفيزي مع Trans4m. على مدار عقد من الزمن، كان هناك تبادل مستمر بين سيكم والمؤسسة الابتكارية Trans4m حيث عكس روني ليسيم وألكسندر شيفر رؤية سيكم في تصميمهما المتكامل من الخارج. وقد ارتبط كلاهما ارتباطًا وثيقًا بالمشروع المفاهيمي لتأسيس الجامعة وقد أشار كلاهما مرارًا وتكرارًا إلى أهمية الاعتراف بعملية الابتكار الاجتماعي في مختلف الزيارات وورش العمل. وفي الوقت نفسه، تمكنت سيكم من المساهمة من خلال عملها للتعبير عن نظريات ليسيم وشيفر عمليًا.
ويتمثل التحدي الذي تواجهه سيكم الآن في مواصلة بناء شبكة ثرية من الأشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة وأجيال جديدة من أجل تجديد دوافع المعرفة الخارجية أو العالمية. ومع ظهور تبادل المعرفة المحلية والعالمية من خلال العوامل الحفازة تم وضع أساس لخلق المعرفة الجديدة والابتكار. ويجب المضي أكثر في الأنشطة البحثية التي تكيّف هذه المعرفة مع السياق المحلي وإيجاد حلول للقضايا الساخنة في مجتمعاتنا.
البحث المدفوع بالابتكار (التنقل)
وللحفاظ على الرؤية الكاملة للوضع الحالي والتنقل الفعال عبر التعقيد القائم والمرتبط بأهدافنا الاستراتيجية، فإن أدوار “المتعهدين” و “المحفزين” ليست كافية. بالنسبة إلى ليسيم تعتبر هذه المهمة في النظام الأيكولوجي محجوزة لدور الباحث في النظام البيئي للابتكار. في جامعة هليوبوليس يوجد بالفعل العديد من الباحثين في العلوم الطبيعية في مختبرات الكيمياء، والمياه، والأحياء التي أثبتت أهميتها وفعاليتها. ولكن ما نحتاجه أكثر من أجل عملية الابتكار الاجتماعي هو الأبحاث المتعلقة بالعلوم الاجتماعية ذات الصلة بقضايانا الملحة أو التي ترتكز عليها.
بالتعاون مع Trans4m، شاركنا في إنشاء تعاون مثمر، حيث تستضيف سيكم طلاب Trans4m لمدة نصف عام ويطلق عليهم “زملاء Trans4m المبتدئين”. يأتي هؤلاء الطلبة لكتابة أطروحاتهم النهائية بالاشتراك مع التدريب العملي في سيكم. أحد الأمثلة على ذلك كان كلاوديوس بومر من ألمانيا الذي كتب في عام 2015 أطروحته بعنوان “ما وراء إعداد تقارير التنمية المستدامة – مراقبة الاستدامة المتكاملة لمبادرة سيكم في مصر”. ولم تكن مساهمته فقط في تحسين مجموعة المؤشرات الحالية الخاصة بنا للاستدامة وهي زهرة الاستدامة فحسب، بل ساهم أيضًا في إنشاء البنية التحتية التكنولوجية لجمع البيانات وإنتاج التقارير الشهرية. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك أنينا هونزيكر من سويسرا، التي كتبت في عام 2016 عن “إدارة المشاريع المتكاملة – الطريقة المتكاملة لقيادة المشاريع بطريقة شاملة ومستدامة وذات تأثير تحوّلي يستفيد منه الموظفون والعملاء والمجتمع”. كما قام فريق الاستدامة بسيكم تحت إشراف جامعة هليوبوليس بإجراء أبحاث مهمة، على سبيل المثال دراسة حول التكاليف الحقيقية للزراعة العضوية مقارنة بالإنتاج التقليدي. إن العمل البحثي مهم للغاية لتشكيل الأنظمة والحلول الإنشائية للقضايا الملحة وجعلها في متناول اليد والتي تقف من أجل جودة “المستقبل القريب” ولكنها تتطلب أيضًا الوقت للتأمل ومساحات للتفكر، وتلك هي قيمة “المستقبل القادم” “Adventus”.
هناك العديد من الأشخاص والمؤسسات الذين كتبوا عن سيكم وقدموا أبحاث علمية عن رؤيتها. والسؤال الآن هو إلى أي مدى سنتمكن من دمج كل هذه المعرفة في الممارسة. ودون التنسيق العملي وإذا لم نقم بإثراء البحث بوعي محلي وعالمي، فسوف نفشل في الاستفادة من هذا العمل الابتكاري المشترك. كما أن هناك عنصر آخر ضروري لاستكمال ذلك النظام الايكولوجي.
تجسيد التحول من خلال الميسرين (التأثير)
انطلاقاً من التنقل الواعي بأشكال متكيفة أو جديدة للمعرفة الدولية، يصبح من الواضح أننا لا نستطيع إلا التعامل مع التحديات المعقدة لعالمنا على المدى الطويل إذا قمنا بتنفيذ الحلول والتعامل مع الأنظمة التشغيلية التي تقوم عليها المنظمات. وكما أشرت في مقالات سابقة، فإنني أشير هنا إلى النظام الفرعي الاجتماعي الذي يتضمن مجموعات بشرية وعلاقات داخل المنظمة. وتعد شبكة العلاقات هذه أساسية في هوية المنظمات، لأننا – بناءًا على ذلك – لا نؤثر فقط على الثقافة التنظيمية، بل نشكل أيضًا عمليات العمل الخاصة بنا. ومن ثم، فإن قوة التسهيل والتيسير ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجودة التخطيط “المستقبلي” باتخاذ خطوات ملموسة نحو الوصول إلى المستقبل المتصور. ماذا يعني ذلك بالنسبة لمنظومتنا الابتكارية وأي نوع من المهمات مطلوب؟
إن العملية الابتكارية والتحول يحتاج إلى ميسر يتعين عليه أن يرافق تلك العملية، مما يسمح باختفاء الأنماط والهياكل القائمة وأن نكون منفتحين على ظهور دوافع جديدة. إن جميع أهدافنا الإستراتيجية تحويلية اجتماعيًا، فهي تتطلب على سبيل المثال ممارسة جديدة وثقافة جديدة لعمل الأشياء. وبدون وجود مُيسِّرين أقوياء على أرض الواقع يجلبون هذه الممارسة إلى الحياة، لا توجد ابتكارات.
أحد “الميسرين” الأقوياء في سيكم هو حلمي أبو العيش، الذي يمتلك حالياً كل السلطة التنفيذية في يديه. وهو قادر على الإشراف على ديناميكيات معقدة للغاية، وقد أثبت خبرته في اتخاذ القرارات الصحيحة وتسريع تنفيذ العديد من المشاريع. علاوة على ذلك، فإن جميع أعضاء مجلس سيكم للمستقبل يتمتعون بأدوار هامة مثل “الميسرين”. ترتبط جميعها ارتباطًا وثيقًا بالسياق المحلي وتستفيد من التحفيز المحلي والعالمي المذكور سابقًا. يكمن التحدي هنا في الربط الهادف إلى قيمة البحث وتكمن المخاطر في تجاوز مرحلة التنقل وخلق المعرفة الجديدة. وانطلاقاً من المرحلة الرائدة، يذهب أعضاء سيكم مباشرة إلى مرحلة التنفيذ أو العمل دون الحاجة للتفكير والأبحاث الكافية. كان هذا فعّالا جدا في الماضي ولكن ينبغي استبداله بربط أكثر خصوصية بالخطوات السابقة للبحث وخلق المعرفة. وأخيراً وليس آخراً، فإن فريق إدارة سيكم يحمل بشكل عام مهمة التسهيل ويحتاج إلى أن يكون مدركاً لتأثيرهم على الوصول إلى أهدافنا الإستراتيجية.
وحتى لا نفقد الرؤية الشاملة لهذا النظام الأيكولوجي الابتكاري وحتى نتأكد أن كل خطوة أو دور مبني على ما قبله ، من المهم أن يتم التنسيق بين تلك الأدوار السابق ذكرها، لذا هناك دور أخير مهم لكل هدف استراتيجي في هذه الرؤية.
جلب الابتكار الاجتماعي إلى الحياة من خلال المكمِّل
هذا الدور الأخير حاسم لعملية الإبداع الاجتماعي بأكملها. وبطبيعة الحال، كان إبراهيم أبو العيش يقوم بهذا الدور ويعود بالنفع على سيكم ككل وبقوة خاصة في مجال العلوم الطبيعية. فقد كانت إنجازاته فيما يتعلق بدمج العلوم الطبيعية، لا سيما في مجال الصيدلة والبحوث الزراعية، لافتة للنظر وأدت إلى العديد من الابتكارات الناجحة في مجال المنتجات والخدمات. مهمتنا هي الآن لتكييف هذا النهج أيضا في مجال العلوم الاجتماعية.
يحتاج “المكمِّل” إلى البحث عن أشخاص آخرين وإشراكهم في ملء أدوار “المتعهدين” و “المحفزين” و “الباحثين” و “الميسرين”. فهو يمسك بخيوط ذلك النظام الايكولوجي الابتكاري جميعها، وهو ما نحتاجه لتحقيق رؤية كل هدف. الآن، بمساعدة مفاهيم ليسيم للأدوار المختلفة يمكننا تحسين أهداف سيكم الاستراتيجية. وبشكل عام، من المهم التمييز بين الأدوار المسؤولة عن تلك العملية والأشخاص الذين يملؤون هذه الأدوار كما هو مذكور بالفعل في المقالات السابقة.
ومن أجل التوفيق بين إدارة شركات سيكم والمنظمات غير الحكومية وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة – الذين يمثلون معاً مبادرة سيكم المؤسسية – قدم حلمي أبو العيش مفهوم الأنظمة الإيكولوجية للابتكار الهيكلي. وكخطوة تالية، سيتم دمج الأدوار المختلفة بشكل واضح في هيكل الإدارة الأكبر في سيكم. والقصد من ذلك هو تحديث مجتمع سيكم الأوسع حول الأنظمة الايكولوجية المختلفة للابتكار الفردي بشكل منفصل بمجرد تأسيسها وتشغيلها.
استنتاج
نحن نعتقد أن هذا النظام الإيكولوجي للابتكار هو القوة التي من شأنها تمكين سيكم من التطور والنمو بشكل حيوي في المستقبل. إنه يمثل القوة التي ستحافظ على حيوية الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة. وتسعى الأدوار المختلفة إلى تحقيق توازن طبيعي، مثلها كمثل الإلهة المصرية القديمة ماعت، التي تسعى إلى تحقيق هذا الإيقاع بين الهوية المحلية والعالمية والأشكال الوسيطة المرتبطة به والتي كانت عزيزة جدًا على قلب إبراهيم أبو العيش.
ماكسيميليان أبو العيش-بوز
“سيكم-سوفيا” – دوائر بدلًا من أشجار
نظام ’’سيكم-سوفيا‘‘: كمثل طائر العنقاء ينهض من الرماد
تبنّي الابتكار الاجتماعي: دعم التحوّل داخل المنظمات وخارجها