في 30 ديسمبر، قامت الجمعية المصرية للزراعة الحيوية – المسؤولة عن المزارعين المتعاقدين مع سيكم – بتنظيم تدريب في البحيرة بصدد أحدث الأساليب المستخدمة في المكافحة الحيوية للآفات والتسميد الحيوي وتقديم تقنية مبتكرة في مجال استخراج الطاقة النظيفة، وحدة بيوجاز حديثة.
’’توفير الغذاء الآمن والصحي لأبنائي هو مكسبي الحقيقي‘‘- إبراهيم النجار، أحد الثماني والعشرين مزارعًا المتعاقدين مع سيكم في البحيرة، والذي استضاف في مزرعته العائلية ورشة العمل الـتي نظمتها جمعية الزراعة الحيوية (EBDA). في تلك المزرعة يتم زراعة محاصيل مختلفة لسيكم بمساحة 34 فدان من مساحة أرض النجار، فمنذ عام 1994 وكان الحاج محمد والد إبراهيم هو من بدأ العمل مع سيكم. أما في الوقت الحاضر، فإن إبراهيم يتولى مع أخيه إدارة المزرعة آملين أن يديرها أبناؤهما من بعدهما. في البحيرة، تلك المحافظة التي تقع في الوجه البحري لمصر، يوجد بها خمس عشر مزرعة من ضمن 125 مزرعة موردة لسيكم ومعتمدة بشهادة الديميتر، حيث يُزرَع هناك نبات الكراوية بشكل أساسي وكذلك الخرشوف والشعير.
شركاء سيكم منذ وقت طويل
منذ سنوات عديدة والتعاون قائم بين سيكم والموردين الذين لديهم ما يقرب من ربعمائة مُزارِع من صغار المزارعين المتعاقدين في جميع أنحاء الدولة. إن الجمعية المصرية للزراعة الحيوية التي أنشأتها سيكم لدعم المزراعين في مصر في التحويل من أساليب الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحيوية، هي المسؤولة عن تناول أطروحات التعاقد مع المزارعين الذين يمثلون جزءًا أساسيًا في مبادرة سيكم. وبجانب التأكد من الالتزام بقوانين الديميتر، فالجمعية تهتم أيضًا بالمحافظة على تطبيق نظم الزراعة الحيوية من خلال المتابعة المستمرة ومَنح الدورات التدريبية للمزارعين المتعاقدين، حيث أنه تحت إشراف ولاء محمد والمهندس عطية صبحي تنظم جمعية الزراعة الحيوية ورشات العمل للمزارعين المتعاقدين مرتين كل عام وتُعقَد في كل محافظة حيث يتم تعزيز التواصل مع مزارعين سيكم هناك لمدّهم بكل ما هو جديد من تقنيات ومعلومات عن الظروف الخاصة بالمواسم الزراعية.
يقول إبراهيم النجار أنه سعيد لكونه عضوًا في الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، ليس فقط بسبب ما رآه من آثار إيجابية ناتجة عن الزراعة الحيوية فيما يخص الطبيعة والصحة، بل أيضًا بسبب تقديره البالغ للدعم المقدَّم من الجمعية بصدد إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الزراعة، ويقول: ’’إن الظروف المناخية هذا العام قد أثَّرت على المحاصيل بشكل سيء. حقًا أنا أشعر بالامتنان لجمعية الزراعة الحيوية لتنظيمها هذه الورشات التي تساعدنا بشكل كبير في التعامل مع ما يواجهنا من تحديات.‘‘
بدأت ورشة العمل بمحاضرة ألقاها د.فوزي أبوالعباس، الخبير الوطني في المكافحة الحيوية والأستاذ بقسم أمراض النباتات بكلية الزراعة جامعة عين شمس، ويقول موضحًا للمزارعين مستخدمًا بعض الصور للأمراض التي قد تصيب محصول الكراوية: ’’إن أهم خطوة في العلاج من مرضٍ ما هو الاكتشاف المبكر‘‘، وقد عرض لهم كيفية علاج أكثر المشاكل الحرجة التي قد تصيب المحاصيل في هذا الموسم ومنها الأمراض الفطرية كالذبول والبياض الفطري، وباستخدام الفطريات النافعة يتم علاج مشكلة الذبول بفاعلية. من ناحية أخرى، يمكن السيطرة على البياض الفطري باستخدام الكبريت أو بيكربونات الصوديوم ولكن بمعايير محددة وجرعات محسوبة.
’’كل المشكلات التي تواجه محاصيلنا سيتم حلها بطرق حيوية، بدون أي تأثير على التربة أو على صحتنا. هكذا تكون القيم الصحية للزراعة العضوية والمستدامة‘‘، قالها د.فوزي مؤكدًا على أهمية الحصول على نباتات صحية من أجل استخراج البذور الخصبة والتي تعد من أهم خطوات تحقيق الزراعة المستدامة.
طاقة مستدامة
علاوة على ذلك، فقد تضمنت ورشة العمل تطبيقًا لوحدة بيوجاز جديدة وكذلك أساليب حديثة في التسميد الحيوي، وقد قدمها د.رامي محمد رمضان، استشاري تغذية النباتات والتسميد الحيوي بسيكم، الذي أكّد على منافع هذه التقنيات في حماية البيئة من التلوث. إن عملية استخدام روث الحيوانات لاستخراج طاقة نظيفة متجددة تم تطبيقها من قبل ولكن باستخدام وحدات تحت الأرض كما أوضح المهندس عطية صبحي، مدير الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، وقد أشار إلى هذا قائلًا: ’’تلك الوحدات لديها الكثير من المشكلات، كما أنها باهظة التكاليف والتحكم فيها تحت الأرض لم يكن سهلًا‘‘. ومن هنا تم تعليم المزراعين نظامًا جديدًا يمكن استخدامه على سطح التربة ويعتبر أكثر فاعلية، على سبيل المثال أنه أصبح من الممكن إمداد البيوت بغاز الميثان الصديق للبيئة. ’’إن غاز البوتان الذي نستخدمه حاليًا في بيوتنا للطهي والتدفئة هو غير مناسب للبيئة‘‘، هكذا فسر د.رامي الغرض من وحدة البيوجاز الجديدة أثناء عرضها للمزارعين وأضاف قائلًا: ’’إن إنتاج واستخدام غاز الميثان سيكون خطوة مربحة جدًا في طريق توليد طاقة مستدامة يتم الاعتماد عليها‘‘.
في نهاية الورشة وعندما كان د.رامي محمد رمضان يشرح كيفية تشغيل وحدة البيوجاز الجديدة، كان أبناء النجار يشاهدون هذا الحدث بعيون يملؤها الفضول، ’’هذا الاهتمام والشغف الذي يملأ عيون أولادي سيكون أول خطوة في تحقيق الوعي وتعزيز الأفكار من أجل مستقبل مستدام‘‘، بحسب ما قاله إبراهيم النجار الذي أعرب عن سعادته قائلًا: ’’أتمنى أن يتم تطبيق هذه التقنية بكل البيوت في حيّنا حتى يمكننا أن نضمن مستقبل نظيف وصحي، خالي من التلوث من أجل أبنائنا‘‘.
نهى حسين