طارق العربي هو جزء من مجتمع سيكم منذ عام 2013. حالياً أصبح رئيس قسم البحث والابتكار في جامعة هليوبوليس. بدأ طارق كمستشار للسلامة والجودة في شركة إيزيس اورجانيك للمنتجات الغذائية، ثم تولَى إدارة العديد من المشاريع، منها مشروع بيوجارد لحماية المحاصيل الاقتصادية القومية عن طريق الكائنات الدقيقة المفيدة.
كيف تعيش حلمك؟
في البداية، دار طموح طارق حول النجاح الشخصي والسعي وراء المكانة الاجتماعية والأكاديمية الرفيعة رغبةً في تكريم عائلته، خاصةً والده وقدوته د. فيصل العربي. ونجح طارق العربي في تحقيق هذا الحلم، حيث أصبح أ.د. في جامعات عديدة لأكثر من 19 عاماً في مجال الزراعة ، في تخصص علم الأحياء الدقيقة، كماحاصل على شهادة الدكتوراه من كندا. بعد تخرجه، أسس طارق عمله الخاص وأصبح عضواً في لجنة تدريس العلوم المسئولة، كما أصبح مدير مشروعات الاتحاد الأوروبي في وزارة البحث العلمي فيما بعد.
لكن الأحلام والطموحات تتغير مع الوقت والخبرات، فبعد أن تعرف طارق العربي على إبراهيم أبوالعيش، مؤسس سيكم، وضع لنفسه حلماً جديداً وتغيرت دوافعه ورؤيته: “أعطاني د. إبراهيم الرغبة في البحث عن هدف في الحياة، يتجاوز نجاحي الشخصي، فجعل من نفسه مثالاً على كيف يمكن لرجل واحد أن يخدم مجتمعًا كاملاً، وكيف يمكن لحلم واحد أن يضيء طريق الكثيرين.”
الجهد يؤتي ثماره
أراد طارق العربي أولاً الالتحاق بكلية الأعمال ليصبح رائد أعمال ناجح، إلا أن علاماته في المدرسة الثانوية لم تؤهله لها، فأوصاه والده بدراسة الزراعة. على الرغم من أنه لم يكن شغوفًا بها على الإطلاق في البداية، إلا أنه أبدى اهتمامًا حقيقيًا بهذا المجال خلال سنوات دراسته. كطالب، تفوق طارق بين زملائه وتخصص في علم الأحياء الدقيقة وأظهر مبادرات ريادية في دراسته وتقنيات البحث. “نما حبي وتقديري للزراعة وعلوم الحياة يوماً بعد يوم وأردت أن أنقل هذا الحب لطلبتي بعد أن انضممت لفريق التدريس.” يشرح طارق.
الثقافة في صميم كل شيء
سعى طارق العربي أيضًا لاكتساب تجربة ثقافية متنوعة، لم تساعده فقط في إنشاء شبكة من المعارف الواسعة والقوية، بل ساعدت أيضًا في تشكيل مساهمته الأكاديمية. على مدار 19 عامًا من التدريس ، دمج طارق الثقافة والأخلاق والجماليات مع الزراعة. مشاركته للمجتمع الدولي في كندا خلال دراساته، إلى جانب رحلاته في أرباع مصر للبحث عن خصائص التربة المختلفة، خلقت مزيجًا من الثقافة والعمل الاجتماعي والدوائر الأكاديمية. تتوافق هذه الخلفية والاهتمام تمامًا مع رؤية سيكم – وهذا التنوع لا يمكن أن يجده طارق في أي مكان آخر، يقول شارحاً: ” لم أكن غريباً على مصطلح التنمية المستدامة، لكنني لم أكن متأكدة مما يعنيه أو كيف يمكن الوصول إليه. كان ذلك شيئًا آخر علمني إياه الدكتور إبراهيم والذي أعمل عليه حتى يومنا هذا.”
رؤية واضحة لخلق مستقبل مستدام
طوال رحلته المهنية، ساهمت العديد من العوامل في تشكيل مبادئ طارق، على الرغم من أن مهمته ظلت كما هي: تحقيق التنمية الاجتماعية والبيئية. في البداية، رأى طارق أن التغيير يحدث غالباً من قمة المنظومة الهرمية، ولكنه كلما ارتفع في السلم الأكاديمي والقيادي كلما اعتقد أن تأثيره كرجل أعمال يمكن أن يكون أكثر أهمية بدون التأثير السياسي الذي اعتقده ضروري. الآن، طارق العربي يوجه جهوده وموارده نحو مشروعين رئيسيين، مستلهماً بمبادئ سيكم ومؤسسها.
المشاريع هي: الاكتفاء الزراعي الذاتي ونموذج اجتماعي متكامل. “من أول الأشياء التي تعلمتها في سيكم كان نموذج العمل الاجتماعي، الذي شرحه د. إبراهيم ببساطة على شكل مثلث، أركانها الثلاثة هي البحث والتعليم والثقافة، ولا يزال يرشدني هذا النموذج خلال تدريسي ومشاريعي.” يضيف طارق.
خلق غد مشرق للجيل القادم
يطمح طارق العربي في المساعدة في خلق عالم أكثر استدامة – ليس فقط لإيما، ابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات – بل للأجيال القادمة من خلال تعزيز الاكتفاء الزراعي الذاتي في إطار ممارسة اجتماعية. “أدعو إلى الله أن أترك تأثيرًا حقيقياً في المجتمع، والذي يعكس التغيير نحو التنمية المستدامة.”
نادين جريس
أناسُ في سيكم: نجلاء أحمد
أُناسٌ في سيكم: ثريا رأفت سعدة