أمضى أحمد صلاح عبد الحليم البالغ من العمر 49 عامًا، ما يقرب من نصف حياته يعمل في سيكم كمدرس على الرغم من أنه بدأ حياته المهنية دون معرفة شغفه . يقول: “كنت متأكداً فقط من حبي للرياضيات ورغبتي في أن أكون في بيئة غير اعتيادية وأن أختبر أشياء جديدة.”
سيكم مكان متفرد
إنضم أحمد صلاح لسيكم بعد أدائه الخدمة العسكرية مباشرةً. يقول أحمد “لم يكن لدي الوقت الكافي للتحضير لمسؤوليتي الجديدة ، لكنني اتبعت حدسي وشعرت بإرتباطي بسيكم من الوهلة الأولي، خاصة فيما يتعلق بالتعليم”. على الرغم من أن أحمد صلاح أحب الرياضيات وتخرج من كلية العلوم ، إلا أنه لم يتصور قط أنه سينتهي به الأمر كمعلم! يقول أحمد صلاح “كنت أعرف أنني أردت تجربة شيء غير مألوف وغير عادي ، وأردت إيجاد مكان متميز ومنفرد ، ووجدت ذلك هنا في سيكم” . ويذكر أيضا ” على الرغم من أن المزرعة بدت مختلفة تمامًا عن اليوم ، إلا أنها كانت رائعة جدًا – ليس فقط من حيث المنظر الجميل ولكن أيضا الناس وروح المكان كانوا مختلفين عن المعتاد”. كان لدكتور إبراهيم أبو العيش ، مؤسس سيكم ، نظرة صادقة في إمكانيات أحمد رغم صغر سنه وخبرته المحدودة .يذكر أحمد قائلاً “لقد أخبرني أنه رأى حبي للرياضيات و شغفي للإنفتاح على تجربة طرق جديدة، ولهذا السبب عرض علي أن أصبح مدرس إعدادي وثانوي في مدرسة سيكم.”
كان اليوم الأول لأحمد في العمل غير عادي بالنسبة له حيث شارك في الدائرة الصباحية جنبًا إلى جنب مع زملائه الجدد ، ثم بدأ اليوم بموسيقى وكلمات غنائية ، وكان كل هذا شئ جديداً بالنسبة له. يذكر أحمد قائلاً “رغم أن هذا كان أول يوم لي ، إلا أنه جعلني أدرك أن هذه كانت التجربة التي كنت أبحث عنها. حيث إنني لن أكون مثل معظم المعلمين الذين رأيتهم ، ويمكنني أن ألعب دورًا في تشكيل عقول الطلاب وبناء شخصياتهم ، ليس فقط مساعدتهم في الحصول على درجات جيدة “. ومن ثم أدرك أحمد أن هذا هو المكان الذي يحتاج إليه، وبعدها أصبح أحمد صلاح مدرسًا للرياضيات لمرحلتي الإعدادي والثانوي في مدرسة سيكم.
“التعليم هو تغذية للعقل والحواس والإرادة” إبراهيم أبو العيش
كان لإبراهيم أبو العيش تأثيراً كبيرا في حياة أحمد المهنية. يذكر أحمد معلقاً علي ذلك “شعرت بقدر كبير من الثقة منه ، مما جعلني أكون متفانياً و محباً لعملي” كانت علاقة أحمد بدكتور أبراهيم أبو العيش علاقة تلميذ بمعلمه حيث أنه لم يتعلم منه فقط الموضوعات التي كانت تناقش خلال الاجتماعات الأسبوعية، ولكن أيضًا كان يتعلم من طريقته في طرح الموضوعات و كيفية إشراك كل العاملين بسيكم فيها. يذكر أحمد قائلاً ” كان دكتور إبراهيم أبو العيش يلفت إنتباه الجميع من خلال الحفاظ علي تفاعلهم المستمر”
“التعليم هو تغذية للعقل والحواس والإرادة”
اكتسب أحمد صلاح جوهر المنهج التعليمي من مفهوم إبراهيم أبو العيش للتعليم: التعليم هو تغذية للعقل ، والحواس والإرادة. حيث يتطور العقل من خلال المعرفة ؛ وتتطور الحواس من خلال الفنون والشعور بالجمال ؛ وتتطور الإرادة من خلال الأنشطة البدنية والحركية. وبالتالي أصبح أحمد صلاح مقتنعًا بأن التعليم تطور مستمر وهو ضروري بنفس القدر للمعلمين بقدر ما هو ضروري للطلاب. تلقى أحمد عدة تدريبات على مر السنين من محترفين محليين ودوليين عن كيفية بناء شخصيات الطلاب ، وكيفية التواصل معهم وكيفية دمج الفنون بالتعليم وغيرها. ساعدت أحمد تجربة استخدام نتائج أساليب التدريس في تطوير خطة لتدريب المعلمين بالتعاون مع خبراء التعليم الدوليين وأصدقاء سيكم.
تطور أحمد صلاح مهنياً خلال عمله بسيكم من مدرسًا بالمدرسة إلي مسئول شئون المعلمين ، حتي وصل إلي نائب مدير المدرسة. يقول أحمد “بقيت كل هذه السنوات في سيكم لأنني وجدت ما كنت أبحث عنه … بيئة جميلة ، مكان متفرد ، أناس طيبون من ثقافات مختلفة لهم أهداف سامية لتنمية الفرد و البيئة وإمكانية المساهمة بشيء فى تطوير المجتمع.”
نادين جريس
المعلمون أيضًا عليهم أن يتعلموا: حوار صحفي مع جمال السيد
مدرسة الفنون للمعلمين
تذكارات خاصة: كتب صنعها يدويًا طلاب مدرسة سيكم