للذين نشأوا في جلفينا، سيكم جزء لا يتجزأ من حياتهم. وبالتالي، لم يكن مفاجئًا أنه عندما بدأ أمير عبد العزيز في البحث عن مستقبله الوظيفي، لم يحتج أن ينظر بعيداً.
نشأ أمير عبد العزيز في أسرة مكونة من ثمانية أشخاص. ثلاثة أشقاء وشقيقتين، اضطر أمير إلى ترك تعليمه لكسب الرزق بعد وفاة والده. في سن الرابعة عشرة، بدأ أمير العمل لدعم أسرته وأصبح عاملاً مستقلاً. تزوج أمير في عامه الواحد والعشرين، وأصبح مسؤولًا عن عائلة جديدة تطلبت مزيدًا من الأمان والاستقرار المالي، ولهذا بدأ رحلة البحث في الذات عن شغف يمكنه أن يسعى فيه بحب ويمكنه من تلبية احتياجات أسرته وتلبية طموحه.
البحث عن الشغف والسعي للنمو
على الرغم من أن الطبخ ليس وظيفة معتادة أومألوفة في جلفينا، إلا أن أمير اكتشف اهتمامه بالطهي وبدأ في متابعته، على الرغم من افتقاره إلى المعرفة أو الخبرة في هذا المجال. علماً بسيكم ومجتمعها؛ لم يكن أمير بحاجة إلى البحث عن الفرصة طويلاً. شجعه أخوه سامي، الذي كان يعمل في شركة آتوس، إحدى شركات سيكم، على التقدم للعمل في المطبخ في مزرعة سيكم، علماً من سامي أن سيكم تحب الاستثمار في الناس أكثر من أي شيء آخر من خلال تشجيعهم على كشف إمكاناتهم واكشاف مجالات جديدة من المعرفة. عندما أجرى أمير مقابلة مع مؤسس سيكم إبراهيم أبو العيش، تم استقباله في المجتمع بأذرع مفتوحة. “يعتبر د. إبراهيم أباً لجلفينا “، يذكر الشيف أمير.
أصبح أمير عبد العزيز عضو في عائلة سيكم لأكثر من 18 عامًا. بدأ حياته المهنية من الصفر لكنه نما بسرعة مذهلة. من تنظيف الأطباق إلى رئيس الطهاة في كافتيريا العدلية في غضون عامين فقط؛ انتهز أمير كل فرصة للتعلم وقوبل بالدعم والتشجيع من رؤسائه. “أنا ممتن للشيف فهيم ، الذي علمني كل ما أعرفه عن المطبخ، فهو من أعطاني الفرصة للنمو،” يقول الأمير عبد العزيز.
تنقل الشيف أمير داخل سيكم خلال رحلته المهنية. بعد عمله في العدلية لمدة ثلاث سنوات، عاد إلى مزرعة سيكم حيث أمضى عامين آخرين، حتى وصل أخيرًا إلى جامعة هليوبوليس في القاهرة، حيث يعمل الآن منذ 12 عامًا. يقوم الشيف بإطعام أكثر من 2000 طالب وموظف وضيف؛ كما أنه يأخذ الوقت لتعليم زملائه في المطبخ.
القيم العائلية المتأصلة في مجتمع سيكم
يسافر أمير لأكثر من ساعتين كل يوم للوصول إلى منزله وعائلته، ومع ذلك فهو يبذل قصارى جهده مع عائلته بقدر ما يفعل في العمل. على الرغم من أنه لا يملك الكثير من الوقت إلا أن أمير يستثمر ما تبقى من وقته في عائلته. رانيا، أكبر بناته متزوجة الآن، أما نورهان فتخرجت من مدرسة سيكم وتدرس الآن في مركز التدريب المهني، ومحمد، أصغرهم لا يزال في المدرسة الابتدائية. “شريكة حياتي حنان هي العمود الفقري للمنزل، وهذا هو السبب في أنني أستطيع أن أنمو في العمل، لأنها رغم أنها ربة منزل، إلا أنها لديها الوظيفة الأكثر أهمية وصعوبة وهي تربية الأطفال وتأهيل أناس صالحين.” ويضيف أمير قائلاً: “أنا فخور وممتن جدًا لكونها شريكة حياتي”
نادين جريس
فن الطعام في سيكم
أُناسٌ في سيكم: جمال السيد