في 17 من أغسطس، توفي علي زايد أحد أعضاء سيكم الأولين. عمل زايد مزارعًا في سيكم منذ تأسيسها في عام 1977. وهذه المرة، نود أن نخبركم قصته مع سيكم، ويسعدنا أن بعض زملائه وأصدقائه المقربين قد شاركوا ذكرياتهم معنا.
’’أحضر الأخضر معه إلى سيكم‘‘، حماد رجب
يقول حماد رجب، فني الصيانة الزراعية في سيكم منذ عام 1978: ’’كانت المرة الأولى التي التقينا فيها منذ أكثر من 40 عاماً، في ميناء صغير على ضفاف ترعة الإسماعيلية حيث كان علي يعمل كحارس للميناء‘‘. علي زايد، الذي عاش في جلفينا وهي قرية صغيرة بالقرب من سيكم الصحراوية سابقًا، عرف من الركاب عن حاجة سيكم إلى بستانيين. في مثل هذه المناطق الريفية، كان من الشائع دائمًا أن يرث معظم الناس مهارات وتقنيات الزراعة من أسلافهم. يتذكر حمّاد قائلًا: ’’لكن علي كان مميزًا بالفعل في الزراعة. أحضر الأخضر معه إلى سيكم، وكان واضحًا كيف بدأت المناطق الرملية تختفي شيئا فشيئا في المزرعة منذ انضمام علي للعمل بها‘‘.
’’كان أبو قردان مصاحبًا له‘‘، أنجيلا هوفمان
تقول أنجيلا هوفمان، منسقة سيكم الزراعية التي انضمت إلى المبادرة في أوائل الثمانينيات: ’’منذ أن انضممت إلى سيكم وأنا أرى علي وألقي عليه السلام كل صباح وهو يمتطي حماره في طريقه إلى الحقول‘‘. على الرغم من وجود تشوه في العمود الفقري على ظهره، كان علي واحدًا من أكثر المزارعين التزامًا في سيكم. كان، على سبيل المثال، يعتني بعملية البذر. تحكي أنجيلا هوفمان: ’’كان له علاقة فريدة بالطبيعة – حتى بالمعنى الفني عند تقليم الأشجار. وما كان مميزًا حقًا هو تفاعله مع الحيوانات. فقد كان دائمًا بصحبة أبو قردان الذي لم يترك جانبه مهما كانت المهمات الزراعية التي كان يقوم به‘‘.
’’كان د. أبو العيش يطلق عليه اسم الرجل ذا الأيدي الذهبية، ولكنّي أراه ذا قلب ذهبي أيضًا‘‘، إسماعيل السيد
قضى الأب لخمسة بنات وابن حياته المهنية الكاملة في سيكم كبستاني المزرعة الرئيسية. يقول إسماعيل السيد، الذي يعمل مدرسًا زراعيًا لأطفال سيكم ذوي الاحتياجات الخاصة: ’’كان علي رائعاً في الزراعة والأفضل في العناية بالنباتات‘‘. مثل علي، كان إسماعيل من أوائل المزارعين الذين انضموا إلى مؤسسة سيكم منذ أكثر من 40 عامًا. يذكر إسماعيل: ’’كان الدكتور إبراهيم أبو العيش يسميه الرجل ذا الأيدي الذهبية. ولكن النسبة لي، كان علي رجلًا ذا قلب ذهبي أيضًا‘‘.
أصبح الزميلان أصدقاءً مقربين. كانا يقضيان فترات الراحة وأوقات الشاي معًا، ويتشاركان الحديث عن تجاربهم اليومية وكذلك عن قصص التحديات والنجاح. ’’لقد مر أسبوعان الآن منذ وفاة علي. ما زلت أحاول أن أتعايش مع غيابه، لكنني واثق من أنه في مكان أفضل الآن – شخص مثل علي سيكون بالتأكيد مكانه في الجنة‘‘ – بكل هذا الحب ينعى إسماعيل صديقه ورفيق حياته.
أشخاص مثل علي زايد يرافقون سيكم في رحلتها منذ أكثر من أربعين عامًا ويساهمون في تحقيق تحول مستدام من خلال مشاركة طاقاتهم وإمكاناتهم المتفردة. بوفاة علي، فقدت سيكم روحًا ثمينة ولكن سيظل تأثيرها في سيكم إلى الأبد. لذا فإن مجتمع سيكم في غاية الامتنان ويرسل خالص تعازيه الصادقة لعائلة علي زايد وأحبائه.
40 عامًا من إحياء الصحراء
تعرّف على إسماعيل السيد، معلّم الزراعة لأطفال سيكم ذوي الاحتياجات الخاصة