مع حلول أواخر فصل الصيف في مصر يأتي موسم التمور. بكل أنحاء البلاد تنسدل السنابل الحمراء والصفراء من أشجار النخيل، وبكل ركن من أركان الأسواق تُباع ثمارها الطازجة الصلبة. في مصر، يحب الناس التمر على هذه الهيئة، ولكن أيضًا بعد ذلك يصير ناضجًا طريًا وحلوًا. وللتمورالعديد من الفوائد، حيث أنها ممدات صحية بالطاقة وحلوى في نفس الوقت. هذا إلى جانب ما تحمله التمور من تاريخ عظيم!
وفقًا لاكتشافات الآثار الحضارية، تُعتبر نخيل الصحراء هي أقدم النباتات التي زرعتها الشعوب، هذا وتُعتبر مصر هى أكبر مصدر للتمور بالعالم. وبالطبع سيكم لديها قدرٌ كبير وشامل من تلك الثمار التي يطلق عليها ’’خبز الصحراء‘‘ – وغُني عن القول أنها معتمدة حيويًا. إن مزرعة سيكم محاطة بأشجار النخيل وكل مزارع من مزارعي سيكم المتعاقدين يملك على الأقل نصيب صغير أو مزرعة كاملة من تلك الثمار الشهيرة.
في أواخر الصيف، يمكن رؤية سعيد حسنين بشكل يومي في مزرعة سكيم يقود دراجته بين الحقول وبرشاقة يتسلق كل نخلة حيث يقطع ما يصل إلى 20 كيلوجرامًا من العناقيد الثقيلة. إنه حقًا أداء فني! فقط بحبل واحد ملتف حول جذع النخلة حاملًا سكينًا كبيرًا يجمع التمور. لمدة سبع سنوات وحتى الآن ظل سعيد هو خبير التمور بسيكم. إن لم يقم بعمل الحصاد، فهو يعتني بالأشجار المظللِة. وعليه، على سبيل المثال، يجب قطع السعف بشكل منتظم حتى يسهل الوصول إلى التمور في وقت الحصاد. وبالسعف المُقطّع، تُنسج السلال وتُغطى الأسطح ويُصنَع الأثاث.
إن أشجار النخيل هي نباتات ثنائية المسكن، أي أنها تحمل الأزهار المذكرة أوالمؤنثة. فقط أشجار النخيل المؤنثة هي التي تحمل الثمار. على مدار السنين، تنمو الجذور بجانب النبات الأم بنبتات جديدة. يقوم سعيد بنزعها من الجذع ويضعها في مكانٍ ما على الأرض. عندما تزهر النباتات المؤنثة في الربيع، تُنثر عليها اللقاح من النباتات المذكرة.
التمور العضوية من مصر
ظلت سيكم تزرع وبيع التمور منذ الثمانينات. وحاليًا، هناك حوالي 800 طن يتم إنتاجهم سنويًا. 200 طن منهم يُحصَدون من مزرعة سيكم والباقي من خلال مزارعي سيكم المتعاقدين و مزرعة سيكم في الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية. ودائمًا ما تُعرف الواحات بتمورها. ومن ضمن 1500 نوع مختلف من التمور حول العالم، تزرع سيكم نوعين: تمور سيوة المصرية المعمرة ويُنتج منها حوالي 90 كيلوجرام من الثمرات للنخلة الواحدة كل عام، وكذلك تمور برحي الفخمة المتنوعة والتي تُعد من أحلى ثمار الصحراء طعمًا وأكثرهم شهرة على مستوى العالم.
إن التمور المعتمدة بشهادة الديميتر هي إما كان قد تم جمعها من النخيل وهي مازالت في حالتها الصلبة، ثم يتم تركها في ظلال الشجر لكي تنضج ببطء، أو أنه يتم تركها بالنخيل حتى يتحول لونها إلى اللون البني. في شركة إيزيس أورجانيك، الخاصة بسيكم، يتم تخزين الثمار وعلى مدار العام يقوم عاملو سيكم الدائمون بتنظيفها في مغسلة التمور ويتم تسخينها مؤقتًا في الفرن، ثم يتم تنقير التمور- أي نزع بذورها، وفحص جودتها باليد، قبل تعبئتها من أجل التصدير أو السوق المحلي.
وعلى نحو خاص، فإن تمور سيكم معروفة بحشوها للوز أو البندق وبعرضها على الأرفف موضوعة بطبق مصنوع يدويًا من أوراق النخيل. في شهر رمضان، جرت العادة منذ زمن بعيد وإسوةً بالرسول محمد أن تؤكل التمور في بداية الإفطار بعد الصيام. فقد ذُكرت التمور بالاِسم عدة مرات بالفعل في القرآن والإنجيل، وهذا يرجع إلى متانتها وتنوع استخدامها. كما تُعد النخلة في التراث المسيحي هي شجرة الحياة وقد صارت رمزًا للبعث.
ويُصدرلكل أنحاء العالم 60 بالمئة من التمور التي يتم حصادها سنويًا. على سبيل المثال في ألمانيا، تقوم شركة دافرت، الشريكة لسيكم منذ وقت طويل في قطاع الأغذية العضوية، بعمليات تجهيز التمور وصناعة حلوى لذيذة منها والتي لديها رواج كبير في موسم عيد الميلاد، الكريسماس. في هذا السياق، فإن قائمة منتجات موسم قدوم الكريسماس الخاصة بسيكم مليئة بالعديد من الأصناف المختلفة للتمور المتاحة في أسواق بيع الأغذية العضوية وعبر الإنترنت الآن.
حلوى صحية
على الرغم من أنها ثمار حلوة بل هي أيضًا صحية، حيث تحوي تركيزًا عالي من فيتامين ب والكالسيوم والفسفور والحديد والمغنسيوم والزنك والنحاس، حيث يُنصح الأفراد شديدو التعب بأكل التمور. إن كمية البوتاسيم بها أكثر مما تحويه موزة واحدة بنسبة 50 بالمئة، بل وتحتوي على ألياف أكثر من رغيف خبز كامل. وعلى عكس العنب أو التين، التمور لا تتعفن، بل تبدأ في عملية تجفيف مستمر. وحتى اليوم، ما زالت التمور الأكثر صلابة والتي تحتوي على كمية كبيرة من النشا والبروتين يستخدمها البدو في خبز العيش.
والنخيل ممتازة أيضًا كمانحة للظلال، ومصدات للرياح، ولها العديد من الاستخدامات، كمصدر للنوى والزيوت. كذلك الجذع الذي يُستخدم في بناء البيوت، والسنابل التي تُصنع منها المكانس العملية. في سيكم، كل ما يتبقّى بعد الحصاد يُستخدم في الكمبوست أو علف للحيوانات. من خلال الكمبوست الحيوي المستخدم في التسميد، يمكن للتربة أن تحفظ بداخلها المزيد من المياه بنسبة تصل إلى أكثر من 20 بالمئة. وعليه، فأشجار النخيل التي تحتاج إلى القليل من المياه في الري، تعزز الاستخدام الاقتصادي للمياه والذي يعد في غاية الأهمية خاصة في مصر. بشكل عام، تضع سيكم الكثير من الجهود في الزراعة المستدامة لأشجار الصحراء وري بعض المزارع بشكل جزئي عن طريق مضخات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وبهذا، يمكننا الاستمتاع بالتمور بضمير مرتاح، خاصة وأنها قد تم زراعتها عضويًا أو حيويًا، فهي صحية ومستدامة للإنسان والطبيعة. ولـ ’’خبز الصحراء‘‘ تاريخ طويل يتحدث حتى عن تاريخ البشرية.
كريستين أرلت
اقرأ المزيد عن قائمة منتجات موسم الكريسماس الخاصة بسيكم
اقرأ المزيد عن ما يواجه مزارعي سيكم المتعاقدين من تحديات وما لديهم من فرص
تعرّف على منتجات حلوى البلح الجديدة من دافرت وسيكم