مرة أخرى، تقدم سيكم قوة الطاقة الشمسية كحلِ مستدام وضروري لمستقبل الزراعة في مصر. بتمويل من الوكالة النمساوية للتنمية (ADA)، أنشأت مؤخرًا مضخة شمسية جديدة في مزرعة سيكم في الواحات البحرية. ظهر هذا المشروع الجديد إلى النور بفضل تعاون مكثف ودورات تدريبية شاملة.
في سبتمبر 2017 ، كان السيد محمد الشاب المصري والمتخرج من جامعة هليوبوليس، مسؤولاً عن تركيب المضخة الشمسية الجديدة مع مهندسين آخرين من شركة “سيكم إنرجي” (SEKEM Energy) ومهندس آخر من الشركة النمساوية “ميرل 1928” (Merl1928) والتي تحمل تاريخًا ذا 90 عامًا في مجال الطاقة المتجددة. وتحت إشراف ميرل 1928 نجح المهندسون الشباب الأربعة في إنجاز مهمتهم.
يقول السيد، الذي تخرج مؤخراً في جامعة هليوبوليس: “إن انعدام وصول الشبكة الكهربائية العامة إلى مزرعة الواحات أدى إلى استخدام طاقة الديزل بشكل أساسي في توليد الكهرباء”. ويضيف السيد موضحًا: “الآن، أصبح هناك نظام كهروضوئي بقدرة 62 كيلو واط ليستبدل مائة كيلو واط من موّلد الديزيل المضر للبيئة، ويدير المضخة الغاطسة والتي تبلغ قدرتها 40 حصانًا”. والأمر يستحق كل هذا العناء؛ تقلل المضخة الشمسية الجديدة نحو 87.6 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهي تروي مساحة قدرها 30 فدانًا، بمتوسط 108 متر مكعب من المياه في الساعة – وبالطبع يعتمد ذلك على قوة الإشعاع الشمسي ونوع المحاصيل المزروعة. وعلى نفس الأرض في الصحراء الغربية المصرية، نفذت سيكم بالفعل مشروعًا لنظام كهروضوئي آخر في عام 2015. يعمل هذا النظام على تشغيل مضختين أخريَيَن، والتي تروي مساحة تبلغ حوالي 60 فدانًا.
تدريبات وتمكين الشباب من سيكم إنرجي
قبل عامين ، حصل السيد محمد على تدريب في الشركة النمساوية سيكم إنرجي، بتمويل من بلدية جراتس النمساوية وجامعة جراتس للتكنولوجيا (TU Graz). يقول السيد: “هناك اطلعت على مشروع ضخم لسخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية وهو ما ألهمني من أجل مشروع التخرج الخاص بي”. وبالفعل نفذ السيد مع زملائه في جامعة هليوبوليس في مصر مشروعًا مصغرًا لذاك المشروع النمساوي الكبير.
ودعمًا لسيكم وجامعة هليوبوليس في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، تعقد سيكم إنرجي سلسلة مستمرة من تدريبات تعرف باسم “تدريب المدربين”. وتعقد تلك التدريبات كجزء من مشروع “حلول الطاقة المستدامة للزراعة في مصر” الخاص بسيكم إنرجي والذي يستهدف العاملين بسيكم وكذلك الوزارات والهيئات الحكومية في مصر المعنية بمجال الطاقة المتجددة. يقول مايكل بوتنجر، مدير المشروع بسيكم إنرجي: “بجانب العاملين بسيكم وجامعة هليوبوليس، ينضم أيضًا إلى تلك التدريبات العديد من العاملين بالقطاع الحكومي، لكي يُعتمدوا رسميًا كمدربين، فمن خلال تمرير المعرفة والخبرات، نزداد أملًا في تنمية وتطوير مجال الطاقة الشمسية في مصر‘‘.
“أومن أن يومًا ما ستدار كل العمليات الإنتجاية في سيكم بواسطة الطاقات المتجددة‘‘، السيد محمد، مهندس الطاقة في سيكم
بالإضافة إلى “تدريب المدربين” ، تقدم سيكم إنرجي دورات تدريبية عملية للطلاب في مركز التدريب المهني بسيكم. تستهدف هذه التدريبات بناء القدرات، من أجل المشاركة الفعّالة في صيانة وتشغيل مشاريع الطاقة الشمسية الحالية والمستقبلية في سيكم.
كذلك في مدرسة سيكم، التي تخرج منها السيد أيضًا، يُعرض للطلاب مفهوم الطاقة المتجددة في سن مبكرة جدًا، حتى يدركوا أهميتها وفوائدها. يقول: “لقد كنت مهتماً بمثل هذه المشاريع المستدامة بالفعل عندما كنت صغيرًا ومع الوقت والسن ازدادت رغبتي في العمل في هذا المجال. الآن، أصبحت مؤمنًا أن في يوم ما ستجرى جميع العمليات الإنتاجية في سيكم بواسطة الطاقات المتجددة، وكلّي أمل أن أساهم في تحقيق ذلك‘‘.
ومع زملائه في قسم الطاقة في جامعة هليوبوليس، شارك السيد خلال سنوات الدراسة الجامعية في الرحلات الموجهة إلى مزرعة سيكم بالواحات البحرية. ويكشف السيد قائلًا: “تدربنا هناك على مضخات شمسية حقيقية، وهذا ما أفادنا للغاية في فهمنا العملي الذي لم يكن مجرد عرضًا نظريًا كالمعتاد في نظام التعليم المصري ويضيف المهندس الشاب: “وهذا هو ما قد مكنني بالفعل من المشاركة في تنفيذ مشروع المضخة الشمسية الجديد”.
“هدفنا هو أن نكون صوت الطاقة الشمسية في مصر”، مايكل بوتنجر، مدير المشروعات في سيكم إنرجي
يقول مايكل بوتنجر: ’’نحن نهدف إلى أن نكون صوت الطاقة الشمسية في مصر. يحتاج هذا إلى تعاون مكثف من جميع الأطراف المعنية. وعلى الرغم ذلك ، يجب أن تكون هناك مبادرة تعاونية في نفس الوقت على مستوى الأفراد‘‘. ويضيف مؤكدًا: “وهذا بالفعل هو ما أجده في زملائي في سيكم، ولا سيما نجلاء أحمد، منسقة مشروع المضخة الشمسية الجديدة”. بشكل استباقي، مهدت نجلاء الطريق للمشروع بأكمله منذ البداية، بدءاً من التدريبات، وحتى عملية التركيب بالإضافة إلى تنظيم الرحلات.
منذ ما يقرب من ثماني سنوات، تدعم سيكم إنرجي الاستفادة من فوائد الطاقات المتجددة في سيكم وفي مصر. وذلك عن طريق إنشاء منصة للقطاعين العام والخاص، وتنفيذ مشروعات محددة، وبالطبع من خلال تعزيز تبادل المعرفة. إن هؤلاء الأفراد مثل نجلاء أحمد، والسيد محمد، ومايكل بوتنجر يلعبون دورًا حاسمًا في هذا السياق. وعلى الرغم من كونهم قادمون من خلفيات ثقافية مختلفة ولديهم منظورات مختلفة ولكن جميعهم يعملون من أجل نفس الرؤية – رؤية إلى مستقبل مستدام لمصر.
نهى حسين
©الصور: جميع حقوق الصور محفوظة لسيكم إنرجي
قوة الشمس – مضخة شمسية جديدة في الواحات البحرية
مؤتمر لسيكم إنرجي في جامعة هليوبوليس